ضج موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" من جريمة مقتل طفلين على يد أبيهما في قرية ميت سلسيل بمحافظة الدقهلية، وصب رواد مواقع الفيس بوك غضبهم على الأب بعد أن وصفوه بأنه لا يستحق لقب إنسان قبل أن يوجهوا إليه سيلاً من السباب والشتائم والمطالبة بإعدامه في ميدان عام.
نفذ الأب القاتل جريمته أول أيام عيد الأضحى بإلقاء جثتي طفليه "ريان ومحمد" في مياه نهر النيل بقرية فارسكور في ظروف غامضة، وحتى الآن لم تستقر جهات التحقيق من خلال تحقيقاتها مع الأب على سبب قاطع لتنفيذ الجريمة بسبب تعدد روايات الأب الذي ادعى في بداية الواقعة أن الطفلين تعرضا للخطف، وأنه يرصد 50 ألف جنيه مكافأة لمن يساعده في الوصول إليهما، وفي اليوم التالي لتحرير محضر الخطف عثر على جثتي الطفلين طافيتين فوق المياه بنهر النيل في الدقهلية، وبإعادة استجواب الأب محمود نظمي السيد ادعى أن تاجري آثار تورطا في قتل طفليه بسبب حصوله منهما على مليون جنيه نظير اتفاقهما على بيع مومياء أثرية، وعندما تأخر في تسليمها تعرض نجلاه للخطف والقتل.
ولم يقدم الأب الأدلة لجهات التحقيق على صحة روايته الثانية، وبإعادة استجوابه مرة ثالثة اعترف بقتل نجليه مبررًا ذلك بأنه كان يمر بحالة نفسية سيئة، وأخذ يهذي بكلمات غير مفهومة بقوله: "قتلتهم عشان يروحوا الجنة قبل ما أموت وألحقهم".
وقدمت مباحث الدقهلية عدداً من أدلة اتهام والد الطفلين، فيديوهات توضح رصد خط سير والد الطفلين ليلة ارتكابه الجريمة منذ لحظة خروجه من منزله بصحبة الأطفال في أول أيام عيد الأضحى المبارك، والتي تؤكد أن الأب لم يتوجه إلى الملاهي نهائياً، وأنه توجه بهما مباشرة إلى مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وأثناء سيره توقف بالسيارة داخل إحدى محطات البنزين الموجودة بالقرب من مدينة فارسكور لتموين سيارته وبصحبته الأطفال داخل السيارة، وهي الواقعة التي لم يشر إليها والد الطفلين، ولم تذكر نهائيا في البلاغ المقدم بمركز ميت سلسيل عقب الحادث، بذهابه إلى فارسكور وبصحبته الأطفال.
كما كشفت المباحث من خلال تتبع الهاتف المحمول لوالد الأبناء والمتهم بقتلهما، أنه قد صدر من هاتفه مكالمة لزوجته ليصرخ فيها قائلاً: الولاد اتخطفوا يا سماح، وكشف التتبع الذي تم على خط المحمول الخاص بالمتهم أن المكالمة صادرة من مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، وليست من ملاهي ميت سلسيل، كما ادعى في بلاغه عقب الواقعة.
وقال مصدر أمني إن والد الطفلين "محمد وريان" اختفى منذ الانتهاء من تشييع جثماني أولاده، وأغلق هاتفة المحمول، وبعد استدعائه، إلى المباحث لمناقشته، في بعض النقاط المهمة بالقضايا، لم يعثر عليه، وبعد التوصل إلى مكانه، وتضييق الخناق عليه اعترف بارتكاب الجريمة.
وادعى الأب القاتل محمود نظمي أنه مريض نفسي، وارتكب الواقعة لقناعته بعدم أحقيته بأن يكون أباً للطفلين؛ لارتكابه أعمالاً تسيء لسمعتهما، وتمثل وصمة عار لهما عند كبرهما.
وأضاف الأب: "اختلقت قصة ذهابي للملاهي بصحبة الصغيرين؛ لكن الحقيقة إني ألقيت بهما من أعلى كوبري فارسكور في المياه، وادعيت اختطافهما لإبعاد الشبهة الجنائية عني؛ لكني فوجئت بعد يومين من الحادث بالقبض علي".