منذ صغرنا وبدء ممارستنا لألعاب الفيديو المختلفة، وأهالينا يحذروننا من مخاطرها ومضارها، خاصة بما يخص الصحة، وبعض هذه التحذيرات التي أخذت شكلاً علمياً ودراسات وأبحاث في هذا الموضوع، تناولت أنه من الممكن أن يصاب الشخص الذي يلعب هذه الألعاب بكثرة بـ"إدمان ألعاب الفيديو"، ولكن ما حدث مع شاب من "ويلز" وهي دولة تعتبر جزء من المملكة المتحدة، كسر جميع التوقعات في هذا الأمر.
وفي تفاصيل هذه الحادثة الغريبة، التي نقلتها عدد من وسائل الإعلام الإنجليزية، أن الشاب الويلزي "جيمس كاليس" والذي يبلغ من العمر 21 عاماً، كان قد فقد "لهجته الأصلية" جراء اللعب لساعات طويلة بألعاب الفيديو، والتي كانت تتجاوز الـ20 ساعة في اليوم، بالإضافة إلى التحدث إلى أشخاص على الإنترنت من مختلف أنحاء العالم، على الرغم من أن اللكنة الإنجليزي معروفة بقوتها وثقلها من بين اللهجات في اللغات الأجنبية المختلفة.
ويعاني "كاليس" من "الإدمان على الإنترنت"، حيث أنه يمضي معظم وقته خلف شاشة الكمبيوتر، وهو الأمر الذي تسبب له بالعديد من المشاكل، ومن بينها أنه كان وحيداً بدون أي أصدقاء على الإطلاق، إلى جانب تراجع درجاته في المدرسة، ناهيك إلى أنه لم يتمكن من التحدث عن هذه المشاكل مع أفراد أسرته أبداً، فلا وقت لديه للحديث مع أحد في العالم الواقعي.
وفي حديث لـ"جيمس" أدلى به لوسائل الإعلام المحلية، أشار إلى أنه نشأ على ألعاب الفيديو منذ صغره، وأنه كان يمضي قرابة الـ 8 ساعات على هذه الألعاب في اليوم الدراسي العادي، أما في الإجازات والعطل، لا سيما عطلة نهاية الأسبوع، فقد كان يرتفع هذا الرقم إلى ما بين 16 و21 ساعة يومياً.
وبحسب صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية، فالإدمان على الإنترنت وألعاب الفيديو، والعزلة التي منعته من تكوين أي صداقات في الحياة، أدت في نهاية الأمر إلى تغير لكنته بشكل كامل، حتى أنه نسي كيف يتحدثها، وذلك لأنه يمضي ساعات طويلة في الحديث إلى أشخاص من مختلف أرجاء العالم، مثل كندا والولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأخرى غير الناطقة بالإنجليزية، التي لا يتقن أفرادها اللكنة بشكل صحيح، بالإضافة إلى ممارسته لألعاب الفيديو.
وتتابع الـ"ديلي ميل" في خبرها، أنه وبعد أن وصل إدمان "جيمس كاليس" على ألعاب الفيديو إلى أمر خارج عن السيطرة، اضطر "جيمس" في النهاية إلى طلب المشورة الطبية، على أمل أن يتمكن من التخلص من هذه المشكلة التي دمرت حياته الحقيقية تماماً.
ومن الجدير بالذكر، أن منظمة الصحة العالمية كانت في وقت سابق قد اعترفت بالإدمان على ألعاب الفيديو، على أنه اضطراب في الصحة العقلية، وأطلقت هيئة الصحة في بريطانيا أول عيادة لعلاج الإدمان على الإنترنت، لمساعدة الاطفال والبالغين في التغلب على هذه المشكلة.