يقولون إن «الحبّ أعمى»، هذا ليس صحيحاً على الإطلاق، أو على أقل تقدير ليس توصيفاً دقيقاً، فالحبّ أكثر الأشياء إبصاراً وحكمة واقتراباً إلى إنسانيتنا، فهو لا يفرق بين غني وفقير أو أمير وأحد من عامة الشعب، ولا يهمه إن كان الرجل وسيماً أو يراه الناس قبيح الشكل، ولا يعنيه بأن تكون الفتاة طويلة أو قصيرة، يراها الناس جميلة أو عكس ذلك، وربما لأنه لا يفرق بين كل هذه الأشياء وصفوه بـ«الأعمى»، بينما هو الأكثر «إبصاراً» ومعرفة، لأن ما يجول بوجدانياتنا باقٍ ودائم.
من المقدمة السابقة، صار واضحاً أن الحبّ، هو الموضوع الرئيسي لهذا التحقيق، وعلى وجه الدقة، ذلك الحبّ الذي يكسر أسوار القلاع والقصور الملكية، ولم يأبه بأي لقب أميري، المهم أن يكون هو الآمر الناهي، فيجعل الأمير رجلاً عادياً، أو يجعل الرجل العادي أميراً، وقد يحول فتاة من عامة الشعب، إلى ملكةً للبلاد، أو ملكة البلاد، فتاة عادية من عامة الناس، هو فقط من يتسيد قلوبنا وأفكارنا.
وعلى الرغم من أننا سمعنا كثيراً، عن ملوك وأمراء، وقعوا في حب فتيات من الشعب، وكان آخرهم الأمير البريطاني «هاري» الذي وقع بحب الممثلة الأمريكية «ميغان ماركل» وتزوجا وأصبحت الممثلة أميرة حقيقية، إلا أننا في هذا التحقيق، سنضع بقعة الضوء على الجانب الآخر من هذه القصص، وسنذكر قصص حب عدة أميرات أو ملكات مستقبليات، تركن كل شيء، وأحببن رجالاً من عامة الناس، وقررن عيش حياة من يحببنهم، والتخلي عن القصور الملكية والألقاب الأميرية، أو ظلوا في مكانتهم الملكية، ولكن لم يخضعوا للقوانين والعادات، وتزوجوا رجالاً عاديين من العامّة.
الأميرة اليابانية «آيوكا»
أحدث هذه القصص التي تعتبر «أسطورية» أو أقرب إلى الخيال، قصة الأميرة اليابانية «آيوكا»، ابنة الأمير الياباني الراحل «تاكامودو»، وهو ابن عم الإمبراطور «أكيهيتو»، إمبراطور اليابان الحالي، والتي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية، حين أعلنت بشكل رسمي، نيتها الزواج من أحد المواطنين اليابانيين من عامة الشعب، وذلك يعني أنها ستقوم بالتخلي عن وضعها ولقبها الملكي.. من أجل الحبّ.
وبحسب ما أفادت به وكالة الأسرة الإمبراطورية اليابانية، بأن الرجل الذي قررت الأميرة «آيوكا» أن تتخلى عن لقبها الملكي لأجله، وستتزوج به قريباً، هو شاب في العقد الثالث من العمر، ويُدعى «كي مورايا» ويعمل موظفاً في إحدى شركات الشحن اليابانية، ومن المتوقع أن يتم عقد قران العاشقين «آيوكا» و«مورايا» في شهر تشرين الأول / أكتوبر القادم من العام الجاري 2018، حيث ستترك «آيوكا» العائلة الملكية، بعد تبادل التعهدات بمراسم الزواج مباشرة، لكنها ستحظى بمكافأة مالية تبلغ مليون دولار أمريكي.
الأميرة اليابانية «ماكو أكيشينو»
يبدو أن الأميرات اليابانيات، من أكثر النساء شغفاً بالحبّ، وأنهن لا يأبهن لمغريات القصور والألقاب الملكية، وقبل ما فعلته الأميرة «آيوكا» بعامين – أي خلال العام 2016 - كانت الأميرة «ماكو أكيشينو»، وهي حفيدة الإمبراطور الياباني الحالي «أكيهيتو»، قد قررت التخلي عن لقبها الملكي، وأيضاً من أجل الحب، حيث تزوجت شاباً من عامة الشعب، كانت قد التقته ووقعت في حبه خلال دراستها في الجامعة.
والشاب الياباني الذي قررت الأميرة «أكيشينو» التخلي عن حياتها الملكية في سبيل إكمال حياتها برفقته، يُدعى «كاي كامورو»، ويعمل في إحدى شركات الاستشارات القانونية في العاصمة اليابانية طوكيو، وأفادت وسائل الإعلام اليابانية حينها، بأن «أكيشينو»، تخلت عن القصر الملكي لأجل شاب عادي يحب التزلج والرحلات البحرية.
ومن الجدير بالذكر، أن الدستور الياباني ينصّ على أن النساء من العائلة الملكية، يجب أن يتخلين عن لقبهن الملكي، في حال أردن الزواج من خارج الأسرة الحاكمة، في حين أن القانون نفسه لا يجبر الرجال على فعل ذلك، كما أنه تُمنع النساء من تولي العرش حسب الدستور الياباني.
الأميرة السويدية «فيكتوريا»
لأن الحب ينتصر – غالباً - فإنه أيضاً كان من أعلن تسيّده على قلب الأميرة السويدية وملكة البلاد القادمة، الأميرة «فيكتوريا»، التي وقعت في حبّ مدرب اللياقة البدنية الخاص بها «دانيال ويستلينج»، الذي كان يساعدها على التخلص من اضطراب غذائي عانت منه الأميرة خلال فترة دراستها في جامعة «يال» بالولايات المتحدة الأمريكية.
وبدايات قصة الحب الأسطورية هذه، كانت خلال العام 2002، عندما قابلت الأميرة «فيكتوريا» لأول مرة، الشاب «دانيال ويستلينج»، وقامت بتوظيفه ليكون مدرباً شخصياً لها، ويخلصها من الاضطراب الغذائي الذي أصابها خلال فترة دراستها في الولايات المتحدة الأمريكية، جراء ما كانت تتعرض له من ضغط إعلامي شديد كونها أميرة السويد، وليست مجرد طالبة جامعية عادية.
مرت قرابة الـ 6 أعوام على لقائهما الأول، واستمرا معاً على الحال نفسه «أميرة ومدرب لياقة بدنية»، ولكن كان كليهما يخفي إعجابه بالآخر، فالأمر يبدو شبه مستحيل، ولأن الحبّ – كما ذكرنا سابقاً عدة مرات – أقوى من جميع الظروف، وأكبر من الألقاب، مزقا صمتهما بعد كل تلك السنوات، وأعلنا عن قصة حبهما، وبعد فترة قصيرة، انتقل «دانيال» ليعيش في جناح خاص بالزوار في القصر الملكي في السويد، وعلى الرغم من أن الأميرة «فيكتوريا» تعرضت لانتقادات واعتراضات شديدة على هذه العلاقة، إلا أنها وجدت والدتها ملكة البلاد الملكة «سيلفيا» – التي هي الأخرى لم تكن من العائلة المالكة – تدعمها بشكل مُطلق، حيث أعلنت رسمياً خلال مقابلة تلفزيونية معها، عن دعمها لفيكتوريا ودانيال في حبهما.
وخلال شهر شباط / فبراير من العام 2009، تم الإعلام بشكل رسمي عن خطوبة الأميرة فيكتوريا ومدرب اللياقة البدينة «دانيال»، وبعد قرابة العام، وتحديداً في تاريخ 16 حزيران / يونيو من العام 2010، احتفلت السويد بزواج أميرتهم فيكتوريا على دانيال، الذي نال اللقب الأميري وأصبح أميراً بعد هذا الزواج.