كشفت أم أسترالية، تدعى بريتا هودج، من "سيدني"، أنها أجبرت على الاتصال بالبوليس وطلب النجدة والمساعدة منه، إثر ضرب ابنها المراهق لوغان "14 عامًا" لها بعنف وعدائية غريبة، عندما حاولت إيقافه عن اللعب بجهاز "البلاي ستيشن 4" عبر الفيديو والإنترنت المدمن عليه منذ فترة طويلة جدًا.
كان طفلاً طبيعيًا
وقالت الأم بريتا وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية: كان ابني قبل سنوات طفلاً طبيعيًا، مغامرًا، يستمتع بممارسة الرياضة والسباحة والمشي على الشاطئ، وارتياد السينما مع أصدقائه، والتخييم، لكنه بعد أن أحب ألعاب الفيديو والإنترنت، تطور حبه لها إلى إدمان مرضيّ غيّره تمامًا؛ فتحول إلى شخص آخر أكاد لا أعرفه.
هجر المدرسة لمدة عامين
ومنعه إدمانه اللعب، من الذهاب للمدرسة عامين كاملين، كما أنه حبس نفسه بغرفته للعب طوال الوقت؛ فلم يعد يخرج منها إلا لتناول الطعام أو لدخول الحمام.
وأضافت الأم بريتا هودج؛ قائلة في البرنامج التليفزيوني الشهير "60 دقيقة"، الذي يبث كل يوم أحد: إنها فوجئت بابنها يضربها بعنف وعدائية عندما حاولت أخذ "جهاز تحكم" لعبة البلاي ستيشن 4 منه؛ لإيقافه عن اللعب؛ خوفًا عليه، لقد تألمت من ضربه لها، وأصيبت بارتجاج في المخ جراء ضربه العنيف لها، لقد تطورت حالته إلى مرحلة خطرة وحرجة من حياته، بعد إيقافه حياته كاملة متفرغًا للعب فقط.
لم يعد سهلاً سحب سلك الكهرباء أو إيقاف الإنترنت، والقول له بمرح: حظ سيئ، الإنترنت غير موجود، لتحوله إلى موقف عدائي غاضب عندما تفعل ذلك معه.
وعندما سألتها المراسلة الإخبارية، تارا براون: يبدو أنك الآن خائفة منه؟
أجابت الأم بالإيماء عبر الهبوط والصعود برأسها، علامة على إحساسها بالخوف من ردات فعل ابنها العنيفة تجاهها.
إدمان لعبة: فورتنايت
واعترفت الأم بريتا هودج، وهي أم لستة أطفال، بأنها فشلت في إعادة ابنها لوغان للمدرسة خلال العامين الماضيين؛ حيث تحول لفتى مكتئب وقلق وعدائي ومنعزل، بعد إدمانه ألعاب البلاي ستيشن 4، وإدمانه لعبة "فورتنايت " الإلكترونية، التي يهوى لعبها أكثر من 125 مليون شخص حول العالم، ويتابع اللعب فيها 40 مليون شخص شهريًا، بمن فيهم ابنها لوغان عبر جهازي: بلاي ستيشن 4، وإكس بوكس المنتشرين بكثافة غير طبيعية بين أطفال العالم.
وحول بداية إدمان ابنها ألعاب الفيديو، قالت الأم: في سن الـ 12، أنفق ابني لوغان مدخراته على شراء جهاز البلاي ستيشن 4، ولم أعترض لظني بأنه جهاز لعب عادي، سيلعب فيه يوميًا لنصف أو ساعة من وقته بعد عودته من المدرسة، لكن بعد فترة قصيرة من الوقت، أدمن عليه كثيرًا، وخرج إدمانه على ألعاب الفيديو به عن سيطرتنا، ولم يعد يخرج من المنزل إلا مرة واحدة في الأسبوع.
وعندما حاولت مناقشته قاومني قائلاً: إنه الشيء الوحيد الذي يمنحني السعادة، وعرفت أن ابني أصبح أسير عالم مزيف افتراضي، ويرفض العودة إلى واقعه الحقيقي بيننا.
الاستعانة بأطباء نفسيين
وأكدت الأم بريتا: أنها جربت كل شيء لإيقاف إدمان ابنها، واستعانت بأطباء نفسيين كبار، لكن كل المحاولات فشلت، وظل لوغان يبدأ اللعب منذ ساعات الصباح الأولى للمساء، وقال الأطباء لنا: لم نرَ مثل هذه الحالة المزمنة الصعبة من إدمان اللعب، الإدمان واحد رغم اختلاف أشكاله، هناك إدمان على المخدرات، وآخر على الجنس، وآخر على الأكل، وإدمان على ألعاب الإنترنت، ولا بد للمدمن أن يرغب بالعلاج والشفاء لتنجح محاولات مساعدته من قبل عائلته وأطبائه.
وأشارت إلى وجود أشخاص كثر وأشخاص مدمنين على ألعاب الإنترنت، يحاولون مساعدتها على علاج ابنها من إدمانه، ومحاولة السيطرة عليه، لا توجد طريقة حاليًا للسيطرة على ابنها منها أو من أي أحد.
لكنها لم تفقد الأمل، ولن تستسلم أبدًا في معركتها مع إدمان ابنها، وستحاول للنهاية إنقاذه من إدمانه؛ ليعود كما كان ابنًا طبيعيًا، محبًا للحياة والمغامرة والطبيعة، ولديه أصدقاء من سنه، وليس أصدقاء لعب خياليين أو افتراضيين.
قبل فوات الأوان
وحرصت الأم الأسترالية بريتا هودج من خلال مشاركتها قصتها مع ابنها المدمن على ألعاب الإنترنت لوغان مع الآخرين إعلاميًا، على رفع درجة التوعية الاجتماعية بأضرار إدمان الأطفال ألعاب الإنترنت والفيديو والبلاي ستيشن بعيدًا عن متابعة أهاليهم وأصدقائهم؛ مما يجعلهم يقعون فريسة إدمانه، ويصعب إخراجهم منه.
ودعت بريتا إلى تقديم المساعدة العاجلة للأطفال المدمنين أو الأطفال الذين هم على حافة الإدمان ممن ظهرت عليهم إشارات العزلة في المنزل، والامتناع عن الخروج مع عائلاتهم في زيارات أو نزهات، وتجاهل ضيوفهم للاستمرار باللعب وحيدين مع أجهزة تحكم الألعاب.
منظمة الصحة العالمية
وإثر تأكيد الكثير من أطباء النفس بأن هوس الكبار والصغار بألعاب الإنترنت، ولعبة "فورتنايت" الإلكترونية، حالة هوس مرضي تستوجب العلاج، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا رسميًا هذا العام، صنفت فيه إدمان وممارسة ألعاب الفيديو عبر الإنترنت لساعات طويلة من الليل والنهار، نوعًا من اضطراب الصحة العقلية.
واعترفت طفلة بريطانية في التاسعة من عمرها بإنها سعيدة وفخورة لنجاحها في التأهيل النفسي، بعد مرورها بحالة إدمان مرضية على لعبة "فورتنايت" الإلكترونية، وكانت تتبلل من قلة الحركة وبطئها في الذهاب للحمام، وضربت مرة والدها بعنف عندما حاول إيقافها عن اللعب.
ورغم حالة المراهق الأسترالي لوغان وحالات أخرى مماثلة مثيرة للجدل، حول إدمان الصغار ألعاب الفيديو عبر الإنترنت؛ فإن التشخيص الطبي لإدمان ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، لم يعترف به بعد رسميًا في أستراليا.
تحذيرات الصحة العالمية
وحذرت منظمة الصحة العالمية الأهل والمدرسة من غض النظر عن حالات الأطفال لديهم، وطالبتهم بمزيد من المتابعة والاهتمام؛ فعندما يرصد الأهل زيادة وقت لعب أبنائهم بألعاب الفيديو والإنترنت عن ساعة يوميًا، وتحول هذه الألعاب لجزء أساسي في حياة أبنائهم على حساب الأنشطة الحيوية الأخرى، ورفضهم الخروج معهم، عليهم اتخاذ التدابير اللازمة فورًا من الأيام الأولى، وفرض وقت صغير محدد للعب عبر الإنترنت، ووضع رقم سري للإنترنت لا يسمح سوى للوالدين باستخدامه؛ للتحكم بوقت لعب أبنائهم من خلاله، أو إجراء أبحاث مدرسية عبره؛ حتى يمتلك الطفل الوقت الكافي لممارسة أنشطة اجتماعية وعائلية ورياضية أخرى، تحافظ على صحته العقلية والجسدية، وتؤثر إيجابًا على تحصيله العلمي بالمدرسة.