منذ السّاعة السّابعة من مساء الأربعاء، بدأ الجمهور الأردني بالتوافد مبكراً إلى المسرح الجنوبيّ في جرش، ليحتلّ أماكن متقدّمة تقرّب المسافات بينه وبين نجمته نانسي عجرم التي وصلت مساء يوم الحفلة إلى مقر إقامتها في فندق الريجنسي، حوالى الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر، قادمة من بيروت. وقد استغرقت رحلتها ساعتين كاملتين بسبب تغيير مسار الطائرة.
مفاجأة في انتظارها
ورغم تعبها الشديد وحاجتها إلى الراحة والنوم لبضع ساعات، قبل الحفلة، وجدت نانسي مفاجأة في انتظارها، تمثّلت بعشرات المعجبين الأردنيين، إلى جانب أمثالهم من الفلسطينيين القادمين من نابلس المحتلّة، فضلاً عن معجبة فلسطينيّة قادمة خصيصاً إليها بمفردها من مدينة الحياة "جنين". قضت نانسي مع المعجبين وقتاً طويلاً كلّلته المحبّة، فعانقتهم، وأخذت الصور معهم واحداً تلو الآخر، ومعجبة تلو الأخرى. كما التقت نانسي أسراً سعوديّة مقيمة في الفندق، انتظرتها لمّا عرفت أنّها قادمة، وأنّها مع معجبيها أمام المدخل، حيث التقطت صوراً تذكاريّة معها.
وتلقّت نانسي هدايا رمزيّة جميلة من الجميع، تقبّلتها منهم بمحبّة، قبل أن تصعد إلى جناحها لترتاح قليلاً. وبعد تناولها غداءها في المطعم، فوجئت بموجة جديدة أكبر، تُقارب المئتي معجب في انتظارها في صالة استقبال الفندق، من بينها وفد جمركيّ عراقي جاء إلى الأردن في دورة رسميّة، ولم يرضَ المغادرة إلا بعد اللقاء بنانسي وأخذ الصور معها.
بعد 8 سنوات من الغياب
وتكرّر الأمر نفسه مساءً عند السّاعة الثامنة، حيث ظلّ العشرات من المعجبين والمعجبات ينتظرون ساعات نزول نانسي من جناحها من دون ملل. وفوجئت نانسي بهم، ولم تستطع البقاء معهم فترة طويلة، بسبب ضغط إدارة المهرجان عليها كي لا تتأخّر عن جمهورها الذي انتظرها بشوقٍ منذ الساعة السّابعة، وقد امتلأت المدرّجات بهم حتّى الأعلى، وفاق عددهم الهائل جمهور فارس الغناء العربيّ عاصي الحلاني، وبالطبع جمهور كارول سماحة الذي دخل جزء لا بأس منه مجاناً، عكس حفل نانسي عجرم الذي بيعت تذاكره قبل فترة. وكان هذا متوقّعاً من شدّة اشتياق جمهور جرش إلى مطربته المفضّلة، حيث كان آخر لقاء لها معه في دورة عام 2005، وحقّقت بعد 8 سنوات من غيابها عن مسرحه العريق نجاحاً أكبر كرّس نجوميّتها المتصاعدة بقوّة عاماً بعد آخر.
نانسي تطالب بإعادة المعجب
بعد أن قدّمها نجم "آراب غات تالنت" عازف "الشلمونة" المبدع حسن المنياوي الذي أمتع الحضور بوصلة موسيقيّة ساحرة، ووسط موجة حادّة من التصفيق والهتاف، افتتحت نانسي عجرم الملقّبة من الصحافة الأردنيّة بـ"فراشة الفنّ" المسرح الجنوبيّ بأغنيتها "بتفكّر بإيه" التي تفاعل الجمهور معها خلال أدائها. ولم تكد تبدأ بتقديم أغنيتها الثالثة حتّى عصف هوس أحد معجبيها الشباب، وهو دون العشرين من العمر، فحاول تحدّي الأمن الأردنيّ، بمحاولته التسلّل من خلف المسرح متسلّقاً الأعمدة الحجريّة ببراعة، ليُفاجئ رجال الأمن وفرقتها الموسيقيّة بوجوده في أعلى المسرح الأثريّ، فهرعوا إلى المكان وطالبوا منه النزول فوراً، ثمّ اقتادوه إلى خارج المسرح. عند ذلك، توقّفت نانسي عن الغناء من وقع ما حدث، كي تطمئن نفسها إلى سلامة الوضع، قبل أن تتابع أداء أغنيتها الثالثة. ولمّا أنهت تلك الأغنية، فاجأت نانسي الجمهور بطلبها إلى رجال الأمن الأردنيين أن يأتوا بالمعجب إلى المسرح، فكان كالكورَس الذي ردّد طلبها على مسمع رجال الأمن، وهتفت الآلاف من محبّيها الحاضرين بكلمة: "جيبوه، جيبوه، جيبوه". وبالفعل استجاب الأمن لطلبها، بعد أن أحرجته بتوقّفها عن الغناء، وأحضر إليها المعجب غير مصدّق بأنّه نجح في نيل مراده بالتقاء نجمته المفضّلة نانسي عجرم، فقبّل يديها بعفويّة من شدّة حبّه وتأثّره. لكنّ نانسي لم تكتفِ بالتصوير معه فقط، بل عانقته شاكرة له محبّته، وبقلب الأمّ طلبت منه أن لا يُجازف بحياته الغالية مرّة ثانية لأجل أيّ أحد، حتّى لو كانت هي.