يتقاعس البعض في شهر رمضان عن العمل الدؤوب بحجة الصيام، ويرون شهر رمضان الكريم مدعاةً للتراخي والتكاسل؛ بينما يراه البعض شهر الاعتكاف والعبادة والانصراف عن أمور الدنيا، لكن التاريخ الإسلاميّ بصفحاته المضيئة جاء؛ ليمحو هذه الصُّورة من الأذهان تماماً بالفعل لا بالقول، فمعظم الفتوحات الإسلاميَّة العظيمة والأحداث الجسيمة، التي شكَّلت وجه التاريخ والحضارة الإسلاميَّة وقعت في رمضان، وقام بها المسلمون البواسل وهم صائمون، فالصوم لم يكن عائقاً يحول دون النَّصر والتقدُّم وتحقيق الإنجازات، بل هو خير معين على ذلك، وهو خير مولد للعزيمة والإصرار.
«سيِّدتي نت» تعرض بعض أهم الأحداث التاريخيَّة، والتي وقعت خلال الشهر الكريم.
غزوة «بدر» الكبرى في السنة الثانية من الهجرة
في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من الهجرة النبويَّة الشَّريفة، وقعت أحداث أول معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والطغيان، في غزوة بدر الكبرى.
كانت هذه الغزوة موقعة فاصلة في تاريخ الإسلام والمسلمين، وسميت معركة الفرقان، وكانت نتيجة هذه المعركة، غير المتكافئة من ناحية العتاد والعدَّة، هزيمة ساحقة وقعت على الظُّلم والشِّرك وأهله وأعوانه ومؤيديه، وتمخَّضت عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها، والنَّصر والعزَّة للمسلمين الصَّابرين.
«فتح مكة» في السنة الثامنة من الهجرة
يعدُّ فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة حدثاً تاريخياً عظيماً، انتصر فيه الحق على الباطل، وعاد المسلمون بقيادة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- إلى مكة، التي لقوا منها كل المحاربة والعنف، ونزل قول الله تعالى: «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3)»، بعدما عاد الرسول الذي حورب واضطُهِد فاتحاً لبلده مكة التي أُخرج منها، وهو يذرف الدمع، ويقول: «والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منك ما خرجْتُ»، وفي هذا العام حطمت الأصنام، وطهرت مكة، ودخلت الأفواج في دين الله.
اقرئي المزيد من فتاوى رمضان