عاش السعوديُّون السبت الأول من الإجازة التي تمَّ تفعليها بقرار ملكي، بما يشبه عدم انضباط في السَّاعة البيولوجيَّة، كثيرون استيقظوا مبكراً، ولم يفلحوا في معاودة النَّوم مرَّة أخرى، ما سهَّل الكثير من مهمَّة ربات البيوت في استثمار هذا اليوم، والذَّهاب مع أزواجهنَّ إلى الأسواق لشراء الأغراض الرمضانيَّة، وتمضية باقي اليوم على غير العادة في التنزه، لكن الشوارع بدت شبه خالية.
أين رنين المنبِّه؟
وعن ذلك يقول مصمم الجرافيك «سعد القرني»: «استيقظت يوم السبت صباحاً في موعدي المعتاد، من دون أن أسمع رنين المنبِّه، وبدأت في إعداد نفسي للذَّهاب إلى عملي، ووصلت إلى السيارة، وبعد تشغيلها، تذكَّرت يوم الإجازة، فذهبت إلى أحد المقاهي، وتناولت قهوتي التي اعتدت تناولها في عملي صباحاً، وعُدت إلى البيت؛ لأجد زوجتي تنتظرني، وهي مستعدَّة للذَّهاب إلى التسوُّق».
وأكَّد الموظَّف «حمود الوادي» الأمر نفسه، حيثُ اعتبر أنَّ يوم السبت يوم راحة تقليدي، مثله مثل الخميس أو الجمعة، لكن لم يفته مشوار السوق مع زوجته أيضاً، وقد شكا لـ«سيِّدتي» كثرة ما أنفق في هذا اليوم، الذي استمر إلى تناول وجبة غداء مع الأسرة في مطاعم الرياض، والتنزُّه إلى منتصف الليل.
وأوضح الإعلاميّ حاتم بن موسى البلوي أنّ السبت الأول من الإجازة كان بمثابة التواصل الحقيقيّ مع العالم واقعياً، ويقول: «من الجميل أن تعيش وفق منظومة عالميَّة، أمضيت وقتاً مع الأصدقاء والأسرة، وكأننا نحتفل بالإجازة».
وقال الإعلاميّ محمد الرشيدي: «من خلال تجربة عمليَّة عايشتها لمدَّة عام أثناء تواجدي في دولة الكويت، وجدت أنَّ عطلة الجمعة والسبت مناسبة جداً لنا من ناحية دينيَّة وعمليَّة واجتماعية، ولكن اختلاف هذه العطلة مع مواعيد العطلة الأسبوعيَّة السَّابقة للمملكة، كان يسبب لنا إرباكاً كبيراً، فتخيل أنَّك عندما تزور السعودية يوم السبت يوم إجازتك، تجد المدارس والأعمال في بدايتها، وقد عشت السبت الأول في الإجازة وأنا في قمة السَّعادة، بسبب شعوري أنَّ منطقة الخليج كلها تعيش الأجواء نفسها».
كورنيش جدة "مندهش"!
في "جدة" تلك المدينة التي لم يتوانى سكانها عن استغلال أطول إجازة لنهاية الأسبوع.. كان الإقبال كبيرًا على المنتجعات والأماكن الترفيهية، حيث شهد الكورنيش ازدحامًا وإقبالاً من سكان جدة للمرة الأولى في يوم سبت على غير العادة! فقد اعتاد كورنيش جدة سابقًا الازدحام في يومي الخميس والجمعة.
وفي جولة لـ"سيدتي نت" لرصد الانطباعات حول تغيير الإجازة، قالت سوزان السعود "23 سنة ـ طالبة" بردة فعل طبيعية: "وناسة" ولكن لم نشعر بنشوة الإجازة كما يجب لأننا في إجازة الصيف. بينما تستطرد شقيقتها سارة السعود"22 سنة ـ طالبة": يعني نصلي الجمعة يوم السبت؟!" كانت من أطرف وأجمل التعليقات التي سمعتها... متداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
طلبات في يوم السبت
في طرافة مطلقة قال ماجد سالم "28 سنة ـ مهندس إلكترونيات": تلقيت اتصالات كثيرة بشأن العمل في عطلة أول يوم سبت، مع علم الجميع أني في إجازة، والطريف أن كل من اتصل سألني في بداية المكالمة أنت في إجازة؟
خالد المحايلي "34 سنة ـ موظف في القطاع الحكومي" قال: على الرغم أن تغيير الإجازة لم يعجبني لأنه أضاع علينا سهر يوم الخميس والتغني به وفرض علينا النوم باكراً من أجل صلاة الجمعة.
أما نهلة عمر "17 سنة ـ طالبة في المرحلة الثانوية"، فتمنت لو جاء القرار أثناء الدوام المدرسي.
د. الربيعان: إنتاجية القطاعات المالية قد تزيد 25%!
يقول الخبير الاقتصاديّ الدكتور «عبدالله الربيعان»: «قرار تغيير الإجازة قرار حكيم، يتيح فرصة أكبر لرجال الأعمال لضبط إيقاع أعمالهم خليجياً على الأقل، ومن ثم ينطلقون بها أوروبياً وعالمياً، مع هذه الدقَّة التي تتوفَّر بتغيير أيام الإجازة الأسبوعيَّة من الخميس والجمعة، إلى الجمعة والسبت، فمع دول آسيا التي يسبق توقيتها توقيت المملكة بنحو 8 ساعات، يعني كسب يومي الأربعاء والخميس كاملين، أمَّا دول الغرب فكسبت المملكة يوماً كاملاً معها، وهذا بالضرورة حيثُ من المتوقَّع زيادة إنتاجيَّة في القطاعات المالية والاستثماريَّة بنسبة 25%».
خفَّة ظلّ سعوديَّة
تناقل السعوديون خبر تغيير الإجازة بروح هزلية، وانتشرت النكت والصور الطريفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الدردشة، أظهرت يوم السبت بالمجرم الذي صدر الحكم ببراءته، ونقلت الاتهام إلى يوم "الأحد" الذي بات أثقل أيام الأسبوع حاليًا.
وبخفَّة ظلّ الشَّباب السعودي، رسم المبتعث السعودي إلى كندا كاريكاتيراً، فيه طالبٌ يسأل طبيباً نفسياً: «قبل ما ابتعث كانت الإجازة الخميس والجمعة، وفي الابتعاث صارت السبت والأحد، ولما رجعت لقيتها جمعة وسبت، أنا طبيعي يا دكتور؟!».