الشجاعة والقدرة على التحمل، ليست ميزة عند النساء القويات والجميلات فقط،فلقد أثبتت ستايسي هيرالد من ولاية كنتاكي الأمريكية أن الشجاعة ،وقوة الإرادة،والقدرة على العطاء بلا حدود،والتضحية من أجل الحب والعائلة، ميزة أصغر النساء في العالم أيضاً.
ستايسي هيرالد أصغر أم في العالم بطولها البالغ 2 قدم و4 إنش
توفيت أصغر أم في العالم ستايسي هيرالد البالغ طولها 2 قدم و4 إنش عن عمر يناهز ال 44 عاماً
بعد أن عاشت حياة عائلية رائعة،وحققت حلمها في الأمومة رغم إنها عانت من حالة صحية وراثية نادرة تدعى " أوستيوجنسيز إمبيرفيكتا" ،أوقفت نمو جسدها،وأصابتها بمرض هشاشة العظام،وجعلت رئتها ضعيفة، وتحدت الأطباء الذين قالوا لها إنها إن فكرت بالإنجاب ستموت خلال ولادتها،فتزوجت ويل "35 عاماً" عام 2004 بعد أن تعرفت عليه وأحبته عندما كانت تعمل في سوبر ماركت عام 2000،وأنجبت له ثلاثة أطفال: الأبنتين " كاتيري 11 عاماً، و"ماكيا 10 أعوام" ،و الإبن الذكر الأصغر:"مالاخي" الذي أنجبته في 28نوفمبر- تشرين الثاني 2010 قبل موعده بثمانية أسابيع بعملية قيصرية بوزن 2 كلغم.
رحلت ستايسي هيرالد الزوجة والأم المحبوبة جداً، تاركة وراءها عائلة محبة في منزلها بولاية كنتاكي،عائلة لا يمكن أن تنسى ذكراها حسبما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
رغبتها بالأمومة هزمت خوفها من الموت
عندما فكرت ستايسي إثر زواجها بالحمل والولادة،راغبة بأن تصبح أماً مثل أي إمرأة طبيعية أخرى،حذرها الأطباء من خطورة الحمل على حياتها قائلين لها: يمكن للطفل أن ينمو بشكل متصاعد وكبير بأحشاءها لدرجة تحطيم قلبها ورئتها الصغيرة،لكن إحساسها الغريزي كأمرأة شغوفة بالأمومة التي لا تكتمل أنوثتها وسعادتها إلا بها،جعلها تتحدى الأطباء،وتنجب ثلاثة أطفال خلال ثلاث سنوات فقط لتحقق حلمها الكبير بتكوين عائلة محبة وسعيدة مع زوجها ويل الذي يصغرها ببضعة سنوات،وحبه لها كان أقوى من حالتها الصحية الصعبة.
الإبنة الكبرى والإبن الأصغر لستايسي ورثا حالتها الصحية النادرة
لم تفكر ستايسي حين رغبت بأن تصبح أماً باحتمال أن يرث أحد أبنائها حالتها الصحية النادرة،لكن ابنتها الكبرى كاتيري "11 عام" وابنها الأصغر مالاخي "8 أعوام" ورثا حالتها الصحية،وهذا ما حاولت ستايسي وزوجها ويل تجنبه.
ورغم معرفة ستايسي بأن سبب حالتها جين وراثي في عائلتها،كان سعيها للأمومة أقوى من هذا الإحتمال،وربما كانت تأمل بأن يكون حظ أطفالها أفضل من حظها فينجوا من هذا الميراث الصحي العائلي الخطر.
لم تطمح في الحياة سوى أن تبقى بجانب طفلها الصغير
وقالت ستايسي هيرالد أصغر أم في العالم ،والتي كان لديها 34 غرزة جراحية في بطنها جراء عملية ولادتها القيصرية بأصغر أبنائها "مالاخي" وقت ولادتها : "إبني أجمل فتى مثالي رأيته في حياتي"،كل ما أريد القيام به الآن،هو البقاء بجانبه.
وحمدت الله قائلة: لقد ولدت إبني مالاخي بدون عظام مكسورة،فأغلب من هم في نفس حالتي يولدون بعظام هشة،وعندما ينجبون معرضون لكسر عظامهم خلال عملية الولادة ،وعلى ابنتاي أن تكونا حذرتين في التعامل مع أخيهما الصغير لأنه ورث حالتي الصحية،وهذا ما أوجعني نفسياً كثيراً،لكني كنت واثقة بأننا كعائلة له سنبقى إلى جانبه دائما،خاصةً أنا وأخته الكبرى كاتيري لتفهمنا حالته المماثلة لحالتنا.
إعاقتها لم تمنعها من أداء واجباتها كأم وكزوجة
على الرغم من أن ستايسي هيرالد كانت أسيرة الكرسي المتحرك،ومقعدة،لا تستطيع المشي،لكنها كانت إمرأة مفعمة بالحيوية والنشاط،فكانت ترعى أبنائها،وتؤمن لهم إحتياجاتهم كافة جنباً إلى جنب مع زوجها ويل "35 عاماً"،وكان كرسيها مميز بطاولة تستطيع من خلالها التحكم بحركتها،فترضع إبنها الصغير مالاخي بشكل مريح لها جسدياً،وتحممه،وتغير له حفاضه.
وصفت ستايسي زوجها ويل ب: النعمة
ووصفت ستايسي زوجها ويل "35 عاماً" وقت ولادتها: أي شيء لا أستطيع أن أفعله،يقوم به زوجي ويل العظيم ببراعة ،وينوب عني ليلاً عندما أكون تعبة جداً،فيستيقظ في الليل،ويغير الحفاضات لأبنائنا،ويطعم بناتنا،إنه حقاً "نعمة".
واحتاجت ستايسي بالأكثر إلى مساعدة زوجها ويل لها في رعاية ابنتهما "ماكيا" التي كانت أطول من أمها ستايسي وهي بعمر العامين فقط،وازداد طولها أكثر حتى أقرت ستايسي: بإنها لا تستطيع أن توقف ابنتها ماكيا عندما تغضب لأنها أكبر وأطول جسدياً منها،لهذا كان على زوجها ويل أن يتولى رعاية ماكيا في بعض الأحيان والمواقف.
معجزة
مع كل ذلك كانت ستايسي إمرأة عظيمة،وأصغر وأعظم أم في العالم لإنها واجهت بشجاعة وأمل وعزيمة كافة الصعاب الصحية والمادية والمعيشية في حياتها بدون تذمر أو ملل،وتحدت خطر الموت عند الولادة ثلاث مرات متتالية لإنها أحبت من أعماق قلبها أن تصبح أماً حتى لو دفعت حياتها ثمناً لذلك بأمل أن تكتمل كإمرأة،وتسعد زوجها ويل المحب بتكوين عائلة صغيرة معه.
وأوضحت يومأً قدرتها على فعل ذلك فقالت:أنا أعتبر نفسي معجزة،وأعلم بأن أبنائي سيكونون معجزات في حياتهم وحياة الآخرين كذلك.