إنه من أوائل الفنانين المغاربيين الذين فرضوا وجودهم على الساحة الفنية الفرنسية في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات، رشيد طه، الذي غيبه الموت ليلة أمس، اشتهر بالأخص بفضل أغنية "يا الرايح"، وهي من كلاسيكيات المغني الشعبي الجزائري الراحل دحمان الحراشي، حيث قام بمراجعتها وتطعيمها بلمسات عصرية من موسيقى الروك التي أغرم بها منذ شبابه.
عُرف رشيد طه بخامته الصوتية الفخمة التي سمحت له بمضاهاة خانة المغني دحمان الحراشي، الذي كان الفنان الأكثر شعبية وشهرة في أوساط المهاجرين العرب في فرنسا خلال الستينات. وكانت المفاجأة ان النجاح العالمي الذي حققته اغنية "يا الرايح" تجاوزت حدود العالم العربي وأوساط المهاجرين، وأسهمت في إطلاق نمط موسيقي يزاوج بين الإيقاعات العربية والآلات والطبوع الموسيقية الغربية. وهو ما تُرجم من خلال الألبوم الشهير "1، 2، 3: شمس"، الذي أصدره رشيد طه بالاشتراك مع الفنانين خالد وفوديل، وحظي بنجاح عالمي منقطع النظير.
وفقاً لما أعلنت عنه عائلته، صباح اليوم، فإن رشيد طه توفي ليلة أمس بجلطة قلبية باغتته أثناء نومه في شقته الباريسية بحي "ليلا"، حيث يقيم منذ أن وفد إلى فرنسا من مسقط رأسه في وهران، وهو في سن العاشرة. ولم تكشف العائلة إن كان رشيد طه، البالغ من العمر 59 سنة، قد عانى قبل وفاته المفاجئة من أمراض أو مشاكل صحية. لكنه آخر ظهور له على التلفزيون الفرنسي، في برنامج غنائي، قبل نحو أسبوعين من وفاته، بدت عليه علامات التعب والسمنة والشيخوخة المبكرة. مما جعل المتتبعين يرجحون أنه واجه متاعب صحية، قد تكون الجلطة القلبية التي أودت بحياته واحدة من تبعاتها وتعقيداتها. وخاصة أن رشيد طه اختفى تماماً من واجهة الساحة الفنية خلال السنوات الأخيرة، قبل أن يعاود الظهور في ذلك البرنامج التلفزيوني، مطلع الشهر الحالي، حيث أعلن أنه انتهى من تسجيل ألبوم جديد سيصدر في بداية السنة المقبلة عن أستوديوهات BELIEVE الباريسية.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي