قد نعيش لسنوات طويلة في بيوتنا، نصادف خلال كل هذه السنوات جاراً معيناً، ونلقي عليه التحية دائماً، وربما ندعوه في بعض الأوقات لتناول القهوة معنا، ولكن على الرغم من كل ما سبق، فهذا لا يعني بأننا نعرف هذا الجار الذي قد يبدو "ودوداً" بشكل حقيقي وجيد، فنحن لا نعرف ما يمكن لهذا الشخص أن يقوم به في الخفاء، أو ما يمكن أن يفعله بنا نحن أنفسنا، وربما يكون "روبرت شاركي"، المثال الأكثر قرباً على ذلك.
وفي تفاصيل هذه الحادثة الغريبة التي نقلها موقع "مترو"، أن الشاب البريطاني الذي يُدعى "روبرت شاركي"، والذي يبلغ من العمر 24 عاماً، كان قد سرق البطاقات الإئتمانية لجارته المتوفاة، والتي تُدعى "ماري كونلون"، ولم يخبر أي أحد عن وفاتها طوال عامين كاملين، حيث اقتحم شقتها في شهر آب / أغسطس من العام 2015، وسرق جميع بطاقاتها المصرفية والإئتمانية، بالإضافة إلى عدد من الأدوات والبطاريات، وحتى علبة القهوة لم تسلم منه، وزد على ذلك أنه سرقة مبلغ 50 جنيهاً استرلينياً نقداً.
إلا أن الأمر الذي قد يكون أكثر غرابة، أن "شاركي" الذي يعيش في منطقة "غرايز هيل" في مدينة "ويلز"، كان عقب قيامه بسرقة هذه البطاقات المصرفية، قد صرف طوال هذه المدة المبالغ الموجودة في حساباتها، على دفع فاتورة الهاتف، وفاتورة محل البقالة، والصدمة أنه كان قد أنفق منها ما يزيد عن الـ7 آلاف و800 دولار، على "طلبات البيتزا" خلال العامين الذين تليا وفاة جارته.
وتم اكتشاف أمر "شاركي" وافتضاحه، عندما عثرت الشرطة البريطانية في منطقة "غرايز هيل"، على جثة السيدة "ماري كونلون" البالغة من العمر 68 عاماً، وهي متوفاة في غرفة نومها في شهر شهر تشرين الأول / أكتوبر من العام الماضي 2017، بعد أن تمت ملاحظة أمر اختفائها منذ شهر كانون الثاني / يناير من العام 2015، دون أي أثر لها، واعتقلت الشرطة "روبرت شاركي"، ووجهت له 11 تهمة مختلفة من بينها "منع دفن جثة المرأة بشكل قانوني"، بالإضافة إلى "سرقة البطاقات المصرفية الخاصة بها"، وأقرّ "شاركي" باقترافه 10 من هذه التهم.