يصنع الكثير من الطلاب المبتعثين للدراسات الجامعية والعليا في الغرب الكثير من الصور المشرقة عن نبل أخلاقهم، ودينهم السمح المعطاء لدرجة بذل النفس والتضحية بها في سبيل الخير لوجه الله تعالى، وكان من بين هؤلاء، مبتعثان سعوديان ضحيا بحياتهما من أجل إنقاذ طفلين بريئين.
وتم الكشف عن قصة بطولة الطالبين السعوديين المبتعثين للملايين في أمريكا والمملكة العربية السعودية عندما:
منحت جامعتان في الولايات المتحدة الأميركية، مبتعثَيْن سعودييْن «شهادة البكالوريوس الفخرية» في التخصصات الهندسية، بعد نحو شهرين من غرقهما، خلال إنقاذ طفلين أميركيين. جاء ذلك في حفل أقيم بجامعة ويسترن نيو إنجلاند في ولاية ماساشوستس الأميركية، بحضور نائب سفير السعودية لدى واشنطن، سامي السدحان، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، مساء الجمعة 14 سبتمبر- أيلول الجاري. وفي يوليو/تموز الماضي، غرق ذيب اليامي «27 عاماً» وجاسر اليامي «25 عاماً»، وهما مبتعثان سعوديان بالولايات المتحدة، في نهر تشكوبي بولاية ماساتشوستس، عند محاولتهما إنقاذ طفلين أميركيين سحبتهما أمواج النهر. وكان الطالبان يدرسان هندسة مدنية منذ خمس سنوات، وعلى وشك التخرج خلال أسبوعين، آنذاك. وأوضحت الوكالة السعودية: «منحت جامعة ويسترن نيو إنجلاند الشهيد جاسر آل راكة شهادة البكالوريوس الفخرية في قسم الهندسة المدنية، فيما منحت جامعة هارتفورد الشهيد ذيب اليامي شهادة البكالوريوس الفخرية في قسم الهندسة». وأعرب رئيس جامعة ويسترن نيو إنجلاند، أنتوني كابريو، عن «تقدير الجامعة والمجتمع الأكاديمي كافة للعمل البطولي الذي قام به الشهيدان، والتضحية بروحهما من أجل إنقاذ الطفلين من النهر» ووقت الحادث، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان، إن «الشابين جاسر وذيب حاولا بشجاعة إنقاذ طفلين من الغرق، وموقفهما يعد نموذجاً للطلاب من خارج الولايات المتحدة، الذين يثرون المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة».
الملك سلمان بن عبدالعزيز يمنح وساماً ملكياً من الدرجة الأولى ومليون ريال لورثة المبتعثين الشهيدين
وعقب الحادث، منح العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وساماً ملكياً من الدرجة الأولى ومليون ريال، لكل من ورثة الشابين. وأشادت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت، في بيان بهما وقالت إن «الشابين جاسر وذيب حاولا بشجاعة إنقاذ طفلين من الغرق، وموقفهما يعد نموذجاً للطلاب من خارج الولايات المتحدة، الذين يثرون المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة». وأضافت: «لقد كان ذيب وجاسر من بين الطلاب السعوديين الدارسين في الولايات المتحدة، وعكسا فهماً دولياً أكبر ووجهات نظر متنوعة في الحرم الجامعي والمجتمعات الأميركية وفي بلادهما». وحسب نويرت، أعربت الولايات المتحدة عن خالص تعازيها لأسر وأصدقاء الطالبين السعوديين. وقبل مصرعهما، لم تتح لجاسر وذيب فرصة لرؤية أسرتيهما خلال السنوات الثلاث الماضية؛ حيث كانا في انتظار التخرج والعودة. وكان المتحدث باسم مكتب محامي مقاطعة هامبدن، أنتوني قولوني، قد قال يوم الجمعة: إن الشرطة تلقت نداء استغاثة لمجموعة من السباحين بالقرب من:. (Red Bridge Road)
وأفاد شهود عيان بأن طفلين واجها صعوبة في السباحة بسبب التيارات المائية القوية. وفي هذه الأثناء حاول العديد من الموجودين إنقاذهما، ولكنّ اثنين من المنقذين جرفتهما التيارات بعيداً، وأصبحت مروءة الشابين حديثاً لوسائل إعلام أميركية عديدة. وكشف شقيق المتوفى ذيب، وابن عم جاسر، تفاصيل إنقاذهما للطفلين بعد أن جرفهما التيار المائي. وقال عوض آل راكة، شقيق ذيب، لـ «عربية نت» السعودي، إن أخاه وابن عمه كانا في رحلة تنزه يوم الجمعة الماضي، بالقرب من نهر شيكوبي، فوجدا طفلين يصارعان الغرق بعدما عجزت والدتهما عن إنقاذهما، وكان عدد من الموجودين يحاولون إنقاذ الطفلين، إلا أنهم لم يستطيعوا، فقام ذيب وجاسر بالقفز إلى النهر، مصارعين التيار المائي القوي، واستطاعا إنقاذ الطفلين، وأضاف أن التيار جرف أحد الشابين، فهرع الآخر لمساعدة ابن عمه، لكن التيار كان قوياً فجرفهما وغابا عن الأنظار للأبد.