تعد القصور التاريخية في المناطق السعودية المختلفة ذات أهمية وطنية كبيرة، نظراً لكونها شاهدةً على أحداث ومناسبات مهمة، حدثت فيها، هذا إضافة إلى أهميتها التراثية والمعمارية، لذا تم تحويل أغلب تلك القصور إلى متاحف سياحية وثقافية لتعريف الأجيال السعودية، وزوارها بعراقة هذه البلاد.
ولأن عددها في مختلف المدن والمحافظات كبير، اختارت مريم الحربي، المرشدة السياحية الحاصلة على الماجستير في الآثار الإسلامية من كلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، تسليط الضوء لـ "سيدتي" على القصور التي أمر الملك عبدالعزيز آل سعود ببنائها، وقصص بنائها:
- قصر الملك عبدالعزيز التاريخي في الخرج:
ويسمَّى أيضاً "قصر الطوقية". يعد من أهم القصور الملكية في السعودية، ويقع في مدينة السيح، شمال الخرج في منطقة الرياض. تم بناؤه عام 1359 هـ، 1940م، فقد كان الملك عبدالعزيز يحب مدينة الخرج كثيراً، وبعد زيارته الأولى لها عقب معركة الخرج المعروفة، قرَّر بناء القصر ليستقبل فيه ضيوفه، ويكون مقر إقامته، فكان الجزء الشرقي من القصر لسكن العائلة وإقامتها، والجزء الغربي لاستقبال الضيوف.
يبلغ اتساع فتحة الباب 3م، وعرضه 9م، ومزيَّن بزخارف نباتية قوامها أوراق متكررة، أما ساحة القصر، فهي مربعة الشكل، ويحيط بها 25 عموداً من جميع الجوانب، وله 3 أسوار: خارجي، وسوران داخليان. إلى جانب القصر يوجد مبنى آخر من طابقين، ويبدو أنه أحدث من القصر، مطلي بالجص، ونوافذه زجاجية كبيرة، تتوِّجها فتحات نصف دائرية. وقد شُيِّد هذا المبنى على الطراز الإسلامي الحديث، وأصبح مَعْلَماً تاريخياً ومزاراً سياحياً بعد أن تم تجديده من قِبل الهيئة العامة للسياحة ليتمكَّن الزوار من التمتع بعبق التاريخ الذي يفوح من أحد أهم القصور التاريخية في السعودية.
- قصر المويه في الطائف:
يقع القصر في المويه التابعة لمحافظة الطائف التي تعد من المحطات الرئيسة في طريق الملك عبدالعزيز لتوحيد البلاد أثناء تنقله من منطقة نجد إلى الحجاز.
بُني القصر ليكون موقعاً لاستراحة الملك عبدالعزيز عندما يكون في طريقه إلى مكة المكرمة منتصف العام للحج، أو العمرة، أو الاصطياف في محافظة الطائف، وتم تشييده عام 1357هـ من الحجارة، وتصميمه وفق الطراز الإسلامي القديم على مساحة تقدر بـ 14850 متراً مربعاً وسط أطلال المنازل والبيوت الطينية في المويه، ويعد إنجازاً معمارياً، وتحفة مهمة في صحراء المويه في ذاك العصر.
- قصر الملك عبدالعزيز في نطاع:
يقع القصر في الجهة الغربية الشمالية من مركز نطاع، أو انطاع بحسب اللهجة، على بُعد 30 كيلومتراً من مدينة النعيرية في المنطقة الشرقية.
أمر الملك عبدالعزيز بإنشاء القصر عام 1347هـ، وبُني من الطين، ليكون مركزاً للإمارة في النعيرية، واستغرق بناؤه 7 أشهر فقط. يضم في داخله سكناً متكاملاً لرئيس المركز، وغرفاً خاصة لـ "الأخوياء"، ومسجداً للصلاة، وبئراً للماء، ومجلساً عاماً للضيوف، ويعد من المعالم التاريخية التي يرتادها المهتمون بالآثار، ويتوجه إليه عديد من طلاب وطالبات الكليات والجامعات لإجراء البحوث.
- قصر الملك عبدالعزيز "الأثري" في لينة:
تقع لينة جنوب محافظة رفحاء، وهي من أقدم قرى شمال السعودية.
يتوسط قصر الملك عبدالعزيز قرية "لينة"، وقد تم إنشاؤه بعد توحيد السعودية عام 1354/1355هـ ليكون مقراً للإمارة، ويعد من المواقع التاريخية البارزة في محافظة رفحاء، حيث لايزال شامخاً بإطلالته وطرازه المعماري القديم، وقد تم ترميم القصر من قِبل هيئة السياحة للمحافظة على عراقته التاريخية. تبلغ مساحته 4000 متر مربع، وبُني من الطين اللبن والحجارة، ويضم سوراً في أركانه أربعة أبراج دائرية الشكل تستخدم للحراسة والمراقبة، وتتوسطه بوابة كبيرة مصنوعة من الخشب، وفي الداخل توجد غرف خاصة بسكن الملك عبدالعزيز وأسرته، وأخرى للضيافة والاستقبال، إضافة إلى مسجد بسقف من سعف النخيل، وبئر قديمة، ومكان مخصص للخيول، وفناء واسع.