أديب وناقد مصري، لُقِّبَ بعميد الأدب العربي، وعمل من خلال مسيرته الأدبية على الكتابة بأسلوب سهل وواضح، مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ودعا طه حسين للتجديد والتحديث لتحسين النهضة الأدبية، على الرغم من اعتراض الكثيرين طريقه، ويعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة الأدبية الحديثة.
نشأته وتعليمه
وُلِدَ طه حسين في قرية قريبة من محافظة المنيا في الصعيد الأوسط المصري، بين ثلاثة عشر من الإخوة، وعند بلوغه الرابعة من عمره أصيب بالرَّمد في عينيه، وبسبب الجهل السائد في ذاك الوقت بدلًا من الذهاب به لطبيب متخصص، ذهب به أبواه للعطار الذي وصف له وصفة أفقدته بصره للأبد.
درس العلوم الدينية العربية في الأزهر، ثم انتسب للجامعة المصرية ودرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا، وعددًا من اللغات الشرقية مثل الحبشية والعبرية والسريانية، وحصل بعد ذلك على شهادة الدكتوراه من الجامعة المصرية التي أوفدته بعد ذلك لمتابعة الدراسة في فرنسا.
مشوار طه حسين الأدبي
بعد عودة طه حسين من رحلته التعليمية من فرنسا، تم تعيينه أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، ثم عينته وزارة المعارف أستاذًا فيها للأدب العربي، ثم عميدًا لكلية الآداب في جامعة مصر، ولكنه لم يجلس في هذا المنصب سوى يوم واحد وقدَّم استقالته، وذلك تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي تعرض له.
حصل على مجموعة من الجوائز، منها جائزة مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية، في مدينة فلورنسا بإيطاليا التي مثَّل فيها مصر، وتم انتخابه عضوًا في المجلس الهندي المصري الثقافي، وعضوًا مُحكِّمًا في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية.
له عدد كبير من المؤلفات تجاوز الخمسين كتابًا، تدور بين القضايا والمعارف الفكرية والأدبية والإثرائية، من أشهر كتبه: في الشعر الجاهلي وعلى هامش السيرة وغرابيل ومرآة الإسلام وحديث المساء، وغيرهم، وتوفي عام 1973م عن عمر ناهز 84 عامًا.
أُنتِجَ مسلسل يحكي سيرته الذاتية حمل اسم "الأيام"، وقام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي الذي جسَّد شخصية طه حسين.