هي أغرب قضيّة في تاريخ القضاء اللبناني، رفعها الإعلامي رجا ناصر الدين ضد نفسه، وتوكّل فيها محامي المشاهير المعروف أشرف الموسوي، لتنتهي القضيّة من حيث بدأت.
لن نشاهد رجا على قوس المحكمة، لن نشاهده في القفص، ولن يرتدي المحامي ثوب المحاماة ويقوم بمرافعة عنه، كل ما في الأمر مراجعة للذات أرادها رجا صادمة، وقبلها المحامي الجريء، وتفاوتت حولها ردود الفعل، بين من حوّلها إلى نكتة، وبين من رأى فيها استعراضاً إعلامياً، وبين من تفهّم رغبة رجا في تطهير نفسه علناً من ذنوب ربّما ارتكبها سراً.
في اتصال معه، أكّد المحامي أشرف الموسوي لـ"سيدتي" أنّه ليس ثمّة نصاً واضحاً في القانون اللبناني يجيز لشخص أن يتّخذ صفة الادعاء الشخصي على نفسه".
وتابع الموسوي "الموضوع بالأساس هو أكبر من قصاص وأقلّ من محاكمة. ما حصل هو محاكاة قضائيّة وقانونيّة ونقديّة".
نسأل الموسوي "طالما أنّه ليس ثمّة ما يجيز مقاضاة الذات أمام القضاء، ما دورك أنت كمحامٍ في هذه القضيّة؟".
يقول "جاءني إلى المكتب رجل بكامل قواه العقليّة، بعيداً عمّا يروّجه البعض على خلفيّة هذه القضيّة، واستشارني أنّه بمكانٍ ما يريد عمل إعادة تموضع فكري. من منّا لا يخطىء بحقّ نفسه وحقّ الناس؟" ويتابع "نتيجة هذه الاستشارة جاءت فكرة مخاصمة النفس هذه".
وعن ردود الفعل السلبيّة التي حظيت بها هذه القضيّة واعتبارها مجرد استعراض إعلامي يقول الموسوي "يستطيع أحدهم أن يبسّط الأمور ويحوّلها إلى نكتة، ويستطيع أن يحوّلها إلى فرصة لمراجعة نفسه. بإمكان البعض أن يتّهم رجا بأنّه مريض، لكن هل بإمكانهم اتهام المحامي بالتهمة نفسها؟ أتمنّى على الجيش الإلكتروني الذي يشنّ هذا الهجوم، أن يقوم كل منهم بعمل مراجعة لنفسه على قاعدة رحم الله امرأً عرف قدره ووقف عنده".
ولأنّ مراجعة الذات وإعادة التموضع الفكري تحتاج إلى طبيب نفسي وليس إلى محامٍ نسأل الموسوي ما موقعك في هذه القضية، يقول "أولاً دعيني أتحدّث عن رجا، هو أوّل من تجرّأ أن يخاطب نفسه ويحاول تصحيح مسار الأخطاء إن وجدت، الإنسان الشّجاع هو من يتصالح مع نفسه ويكون منسجماً معها، والسؤال اليوم هل باتت المصارحة ضعفاً؟".
وعن دوره كمحامٍ يقول "أنا أدافع عن فكرة المواجهة الصّادقة للذات، وهي فكرة ستدفع كثيرين إلى مراجعة أنفسهم ليدركوا إمكاناتهم، بل هي دعوة لأن يقوم الجميع بمراجعة للذات، هناك أشخاص يعيشون بدون هدف ولا طموح، ويجلسون على الفايسبوك لينتقدوا الأخرين، هم مجرّد إضافة بالية في هذه الحياة وهم أوّل المطالبين بمراجعة أنفسهم".
نسأل الموسوي "هل تقاضيت ثمن أتعابك عن هذه القضية التي لن تترافع فيها أمام قوس العدالة؟" يقول " أنا وكيل سنوي عن رجا، وهو بالمناسبة ليس لديه أي مشاكل، وقد تقدّم باستشارة قانونيّة، في هذه القضيّة لن ألبس ثوب محامي الدّفاع، إلا أذ أخطأ رجا بحقّ أحدهم ووصل الأمر إلى القضاء".
ردود الفعل حول دور الموسوي في القضية لم تكن إيجابيّة، وهو ما حاول المحامي التخفيف من وطأته عبر التّأكيد أنّه لم يقرأ ما كتب حول القضية يقول "إذا قام أحدنا بعمل مراجعة نقديّة لنفسه ليرى أين مكامن القوّة والضعف هل يكون قد أخطأ بحق نفسه؟ لماذا لا نحوّل هذه القصّة إلى فرصة حقيقيّة لنقوم جميعنا بمراجعة أنفسنا ومحاكمتها؟".
رجا الذي أثار زوبعة إعلاميّة بقضيّته الخارجة عن المألوف أقفل خطّه متجنّباً الحديث عنها، تاركاً للصحافة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي حريّة الحديث عن قضيّة انتهت قبل أن تبدأ أقلّه في القضاء اللبناني.
صابر الرباعي يعتذر من جمهوره: غيابي طال بسبب "تدني المستوى"
20 سبتمبر.. موعد عرض الفيلم العربي الأول في السينما السعودية مع تامر حسني
والد حلا شيحا يحسم موقفها: لا تراجع عن العودة إلى الحياة الفنية
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي