ببادرة جميلة، أعلنت شرطة مقاطعة غرب "يوركشاير"، الواقعة في شمال شرق إنجلترا، عن قيامها بتصميم زيّ رسمي محتشم لموظّفيها من النساء المُسلمات، حيث أخذت في اعتبارها "أن يناسب المعايير الإسلامية في لباس المرأة"، وتهدف هذه البادرة إلى أن تُساعد على توظيف المزيد من الشُّرطيّات من الأقليات العرقية في البلاد، لا سيما المسلمات منهن، وذلك وذلك بحسب ما نشرته صحيفة الـ"ديلي ميل Daily Mail" البريطانية الشهيرة.
ونقل موقع "عربي بوست" عن الصحيفة البريطانية ما مفاده، أن العديد من مؤسسات الشرطة البريطانية، تسمح للنساء العاملات فيها بارتداء الحجاب أو غطاء الرأس، ولكن الزيّ الرسمي الجديد يُعد الأوّل من نوعه في المملكة المُتحدة، وفي تصريح لمساعدة رئيس الشرطة البريطانية، "أنجيلا وليامز" جاء فيه، أنه: "خلال الشهر الماضي، كُنّا نُجرِّب زيّاً جديداً للنساء، وقد صُمِّمَ خصيصاً لعدم إظهار الشكل الأنثوي للجسم، وبشكل يتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي بهذا الشأن".
كما وأضافت "أنجيلا" قائلة: "لقد تم اقتراح هذا الزيّ من قِبل إحدى الضابطات المسلمات في الشرطة، وصَمَّمَه مسؤولُ الملابس لدى قوات الشرطة بالتعاون مع الضابطة نفسها"، وتابعت أنجيلا: "تتميّز هذه السترة الجديدة بأنها فضفاضة وأطول من نظيرتها السابقة وذات أكمام طويلة، وقد قوبِلت باستحسان كبير من الضابطات في الشرطة، وطلبنا المزيدَ منها للضابطات الأُخريات كي يُجرّبنها إذا رغبن في ذلك".
وفي تصريح للضابطة "فيرزانا أحمد"، وهي أوّل مسؤولة أمن ترتدي هذا الزيّ الجديد للشرطة قالت: "آمل أن يُشجّع هذا الزي الجديد النساء من المجموعات التي لا تحظى بتمثيل كافٍ في أجهزة الشرطة، أن يُفكّرن في مهنة الشرطة إن كنّ قد امتنعن عنها سابقاً بسبب الزي الرسمي، نحن مُنفتحون على الاقتراحات من جميع المُجتمعات حول كيفية تصميم أزياء شرطية رسمية تلائم احتياجاتهن بشكل أفضل"، وأضافت أحمد أن: "هذا الزيّ حظي بردود فعل إيجابية من المُجتمع المحلّي في مدينة برادفورد بالمقاطعة".
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن جهاز شرطة ومكافحة الجريمة في غرب مقاطعة "يوركشير"، كان قد استجوب عدداً من رؤساء الشرطة، يوم الجمعة الماضي 14 أيلول / سبتمبر 2018، بشأن ما يفعلونه لتعزيز عدد الموظّفات من ذوات البشرة السوداء والأقّليات العرقية. حيث قال عضو جهاز مكافحة الجريمة، "روغر غراسبي"، أن الفريق الشُّرَطي قد حقق بعض النجاح في زيادة أعداد الموظّفين من الإناث، وذوي الإعاقة، وغيرهم من هذه الأقليات والحالات الخاصة، إلا أن النجاح لا يزال محدوداً على صعيد الأقليات غير البيضاء.
ومن الجدير بالذكر، أن نسبة المُلتحقين بالشرطة كانت قد ارتفعت من تلك الفئات من 5% في عام 2015، حتى 5.6% في العام الجاري، ولكن لا تزال هناك مخاوف بشأن نفور المُرشّحين من المِهنة. فيما قالت رئيسة جهاز الشرطة بالمقاطعة، "دي كولينز": هل هي مشكلة ثقة بالنفس؟ هل هي مشكلة ثقة بالآخرين؟ ربما يتعلّق الأمر بشيء بسيط مثل الزيّ».
ومن جهتها عرضت رئيسة الشرطة الزيَّ الموحَّد الجديد على مجلس النساء المُسلمات في برادفورد، وقالت: "أنا عازمة تماماً على مواصلة تحسين تلك الأرقام. فنحن بحاجة لذلك، نحن بالتأكيد في حاجة لذلك".