يشتهر شهر رمضان الكريم بتقاليد، وطقوس خاصة يعرف بها المجتمع الإسلامي، ولأن لكل مجتمع ثقافته السائدة لابد أن ينعكس هذا على طقوس وتقاليد رمضان المبارك، وهنا «سيدتي نت» تستعرض بعض تلك الطقوس حول العالم.
مساجد مضيئة في تركيا
رمضان في تركيا مناسبة لإعلان 99 في المائة من الأتراك عن إسلامهم، والتشبث به، حيث يتم حساب دخول الشهر الكريم فلكياً؛ لتنار مآذن المساجد من صلاة المغرب وحتى صلاة الفجر، وهو ما يسميه الأتراك «المحيا»، ويتواجد بتركيا أكثر من 77 ألف جامع أشهرها مسجد «السلطان أحمد».
ويحرص المسلمون الأتراك على أداء صلاة التراويح، الرجال والنساء والأطفال، وبعد الانتهاء يقوم الكبار بتوزيع الحلوى على الصغار؛ من أجل ترغيبهم في الصلاة كل يوم. كما يتم إعداد الحلويات التي تشتهر بها تركيا، وتناول المشروبات المختلفة كالتمر الهندي، والكركديه المصري مما يدل على تواصل المجتمع التركي مع المجتمعات الإسلامية الأخرى.
مائدة غنية في الهند
فور ثبوت شهر رمضان في المناطق المسلمة، تعم الفرحة، ويتبادل المسلمون التهاني، فتضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات تلاوة القرآن. وتتميز المائدة الرمضانية الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور، حيث يتناولون «الغنجي» وهي شوربة تصنع من دقيق الأرز، وقليل من اللحم، والبهارات المنسمة.
إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه، والتمر، والبرتقال، والعنب، كما تتميز المائدة الهندية بشراب «الهرير» الذي يعد الشراب الأشهر، والمفضل خلال أيام رمضان، والذي لا يتطلب إعداده سوى بعض الحليب، والسكر، واللوز، ويحرص الهنود على إرسال بعض مما ينجزون إلى المساجد التي تكون ممتلئة، ومكتظة عن آخرها سواء في صلاة التراويح، أو خلال الدروس والمحاضرات بعد صلاة الظهر.
التبرع شيمة رمضان في أميركا
يحرص المسلمون المقيمون في الولايات المتحدة الأميركة، سواء حاملو الجنسية أو غيرهم- على الحفاظ على تقاليد رمضان وطقوسه، وذلك من خلال أداء صلاة التراويح بأقرب المساجد، أو في أحد البيوت، وبتناول وجبة الإفطار جماعة؛ حفاظاً على الروابط الأسرية والتواصلية بين الأسر أو حتى بين الأصدقاء والأقارب. وغالباً ما يكون رمضان في أميركا فرصة للاستراحة من الأكلات الأميركية السريعة والعودة إلى أكلات عربية أو إسلامية.
وينظم كثير من المسلمين في أميركا حملات تبرع وإحسان لمنظمات إنسانية، أو غيرها ممن توجد داخل أميركا أو خارجها.
22 ساعة صياماً في السويد
يواجه المسلمون القاطنون في المناطق الواقعة شمال السويد أيام صيام طويلة جدا ً في منطقة تعتبر الأطول نهاراً والأقصر ليلاً خلال فصل الصيف، بل تكاد الشمس لا تختفي عن الأفق إلا لدقائق معدودة لتعاود الظهور من جديد فيما يسمى بشمس منتصف الليل.
ولا توجد في السويد ساعات عمل خاصة خلال شهر رمضان كما هو عليه الحال في بعض الدول العربية والإسلامية، إذ إن المسلمين في السويد، وكما هو الحال في باقي الدول الأوروبية أقلية، فتكون ساعات الصيام الكثيرة مرهقة للعاملين وخصوصاً أولئك الذين يعملون في مواقع العمل تحت أشعة الشمس.
من المسلمين القاطنين في شمال السويد من يصوم وفقاً لتوقيت البلد الذي قدم منه، ومنهم من يصوم وفقا لمدينة «مالمو السويدية»، والتي تقل فيها عدد ساعات الصيام؛ لوقوعها في أقصى جنوب البلاد. وثمة من يصوم حسب توقيت مكة المكرمة، أو توقيت تركيا. ولكن الأغلبية تصوم وفقاً للتوقيت المحلى المتبع في أوقات الصلاة في الأجزاء الشمالية من السويد، والتي قد تصل فيها عدد ساعات الصيام إلى اثنين وعشرين ساعة.
بطيخ أحمر لرمضان الصين
يسمى شهر رمضان في الصين «بانشاي»، وهو شهر يستقبله المسلمون الصينيون كباقي المسلمين في باقي بقاع العالم، وذلك بالاستعداد له اقتصادياً ودينياً واجتماعياً، حيث تحرص الأسر الصينية المسلمة على قضاء رمضان مع بعضها البعض. أما بالنسبة للأكل فيحتفظ الصينيون بطقوسهم العادية، إلا أن رمضان في الصين يفرض وجود البطيخ الأحمر على مائدة الإفطار عند أغلب الأسر المسلمة باعتباره فاكهة تساعد الصائم على الصمود ومقاومة الجوع.
استقبال حافل في إندونيسيا
يستقبل الإندونسييون شهر رمضان بذبح الذبائح، ابتهاجاً بقدومه، وتعبيراً منهم على مكانته، حيث قبل عام 1962 كانت المدارس تغلق احتفالاً بشهر الصوم، كما يتم فتح المساجد طوال الليل لتلاوة القرآن الكريم، ويسمى «تداروس».
وتقام مآدب جماعية للطعام في المساجد، وفي بعض الأماكن من الأحياء السكنية. ومن العادات في إندونيسيا أن الجميع يجتمعون في المساجد قبل الإفطار؛ ليؤدوا صلاة المغرب، ثم يتناول الجميع إفطارهم في أماكن خاصة بالمساجد أقيمت خصيصاً لهذه المناسبة. ويتم تبادل الهدايا، والأطعمة بين الجيران.