لاتزال عديد من الأغاني الوطنية محفورة في ذاكرة السعوديين، ويستمعون إليها دائماً، خاصة في المناسبات الوطنية، حيث تزيدهم حباً وفخراً بوطنهم ، فعلى الرغم من مرور أعوام طويلة عليها، إلا أنها حافظت على رونقها وأصالتها ومكانتها لديهم.
هذا ما كشفه عديدٌ من السعوديين، التقتهم "سيدتي" للحديث عن تأثير الأغنية الوطنية فيهم، وأجمل الأغاني التي لاتزال عالقة في أذهانهم، ويستمعون إليها في المناسبات الوطنية.
"فوق هام السحب".. فيلم قصير
بدايةً، أوضح أحمد آل حمدان، الكاتب والروائي، أنه يعشق الاستماع إلى أغنية "فوق هام السحب" للفنان محمد عبده، خاصة في اليوم الوطني، وقال: تعجبني كثيراً كلمات هذه الأغنية، وما يرافقها من تصوير، وكأنها فيلم قصير، يبرز مكانة الوطن العالية، وما حققه الملك عبدالعزيز من إنجاز بتوحيد مناطقه كافة.
"وطني الحبيب".. يذكِّرني بوالديَّ
أما دلال كمال راضي، الكاتبة والشاعرة، فأوضحت أن أفضل أغنية وطنية لديها، هي "وطني الحبيب" لـ "صوت الأرض" الفنان طلال مداح، وقالت: أحب هذه الأغنية كثيراً لأن والدي ووالدتي، كان يعشقان الاستماع إليها، ولأنها تربطني بوطني الحبيب، وهذا الأمر جعلني أتعمَّق في قراءة تفاصيلها، فاكتشفت أنها الأغنية الوطنية الأولى التي تُسجَّل في السعودية "عام 1381هـ"، ولحَّنها مداح بنفسه، وقيل إن كلماتها تشارك في كتابتها أكثر من كاتب، على رأسهم الدكتور مصطفى بليلة، وأستمع إليها دائماً كونها تعيد إليَّ ذكريات الطفولة الجميلة، كما أحب أغنية "بلادي منار الهدى"، و"الله البادي"، و"يا بلادي واصلي".
الأغاني القديمة
بينما أكد أسامة مدخلي، محاضر في جامعة جازان، أنه يعشق الاستماع إلى الأغاني الوطنية القديمة، قائلاً: كثيرون تغنُّوا بالوطن، وأغلبها مبادرات جميلة، لكنني أفضِّل القديمة منها فتوزيعها الموسيقي فريدٌ من نوعه، وألحانها رائعة، كذلك الحال مع الفنانين الذين تغنُّوا بها، وعادةً ما أستمع إليها في كل الأيام، لأن حبي لوطني يتجدَّد كل يوم، وأنا لا أقلِّل من مستوى بقية الأغاني، لكن هذه وجهة نظري الشخصية، ومن تلك الأغاني الخالدة "روحي وما ملكت يداي فداه" للفنان الراحل طلال مداح، و"بلادي منار الهدى"، و"يا بلادي واصلي" للفنان الراحل أبو بكر سالم.
شعور بالفخر
وكشفت مرام إبراهيم، طالبة قانون، أن من أبرز الأغاني الوطنية التي تفضلها، تلك التي تضم مقاطع فيديو للملك سلمان، أو رجال الأمن، أو الإنجازات التي حققتها السعودية، مثل "يا بلادي واصلي" للفنان الراحل أبو بكر سالم، و"عاشت بلادي"، و"يا سلامي عليكم يا السعودية"، و"بلادي منار الهدى"، و"وطني الحبيب"، وأيضاً "أنت ملك"، وقالت: الاستماع إلى هذه الأغنيات يزيدني حباً وانتماءً إلى وطني، وفخراً بقادته وإنجازاته.
"أنت ملك".. اكتسحت الساحة
وبيَّن نواف عبدالله الهويمل، صيدلي ومقدم برامج إذاعية وروائي، أن أي أغنية، أو قصيدة، أو كلمة في حب الوطن جميلة، كونها تتحدث عن شيء ثمين بالنسبة إلينا، وقال: كل شخص تعجبه أغنية معينة لارتباطها بذكريات ما لديه، على سبيل المثال أغنية "فوق هام السحب"، يحبها كافة السعوديين، ويبتسمون بمجرد الاستماع إليها، أما "وطني الحبيب"، و"بلادي منار الهدى" فترتبطان بأعيادنا ومناسباتنا الوطنية، فيما أعد أغنية "نحمد الله جت على ما نتمنى"، التي غناها طلال مداح ومن بعده كثيرٌ من المطربين، فلكلوراً جميلاً، حتى إن الأطفال الصغار حينما يرتدون زي العرضة لا تخطر على بالهم سوى هذه الأغنية القديمة التي كُتبت في عهد الملك فيصل، رحمه الله، لترتبط بتاريخ وانتصارات وإنجازات السعودية، وبحكم عملي في الفعاليات الشعبية، أشعر أن أغنية "أنت ملك" اكتسحت الساحة مؤخراً، وأصبحت حديث الساعة في جميع الاحتفالات لدرجة أنها أصبحت خلفية موسيقية لعديد من المقاطع، أما الأغنية التي أسمعها كل عام في اليوم الوطني، فهي "بلادي منار الهدى"، وقد أستبدلها الآن بـ "أنت ملك"، وأرى أن الأغاني الوطنية لا تقتصر على اليوم الوطني، فنحن نستمع إليها في "الجنادرية"، و"الأعياد"، وعند فوز المنتخبات السعودية، وفي أوقات السفر، وأنا مثلاً، أسمع الأغاني الوطنية دائماً خلال سفري لأنني أحنُّ إلى وطني.