بالفيديو: محطات في حياة نجم السينما الأنيق جميل راتب

جميل راتب
الفنان العالمي جميل راتب
2 صور

رحل عن دنيانا الفنان «جميل راتب» في التاسع عشر من سبتمبر/أيلول الحالي عن عمر يناهز 92 عاماً بعد مسيرة فنية مميزة لفنانٍ كان متفرداً عن جيله ببصمته الخاصة، مؤكداً مفهوم الفنان النجم، والذي ميز قلةً من الفنانين كمحمود المليجي وعادل أدهم وصلاح قابيل وغيرهم، مسيرةٌ بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي من خلال أعماله التي ستظل خالدة في تاريخ المسرح والسينما والدراما المصرية.

«جميل راتب» ذلك الفنان الذي حزم حقائبه، وسافر إلى فرنسا في أربعينيات القرن الماضي حاملاً معه الكثير من الموهبة والطموح والشجن، شجنٌ ظل يلازمه طوال حياته وربما كان سببه اغترابه الدائم عن وطنه الذي غاب عنه ما يقرب من ثلاثين عاماً تنقل فيها بين جنبات المسرح الفرنسي؛ حتى صار عضواً في أكبر الفرق المسرحية الفرنسية قاطبة، وهي فرقة «الكوميدي فرانسيز»، حتى عاد إلى مصر عام 1975، وهو على مشارف عامه الخمسين يبحث عن نفسه كوجهٍ جديدٍ في السينما المصرية.
ولأنه بالفعل «جميل» و«راتب»... يجمع بين الوسامة والرزانة والصوت القوي والعينين الحادتين، سرعان ما حفر لنفسه مكانة واسعة في تاريخ الفن المصري في زمنه الجميل.
تعاون الفنان الراحل مع العديد من النجوم خلال مشواره، تأتي على رأسهم الفنانة الراحلة «سناء جميل»، والتي شاركته بطولة العديد من الأعمال الرائعة مثل «الراية البيضاء»، «الحفار»، و«الزيارة»، كما قامت معه ببطولة العرض المسرحي "رقصة الموت"، والذي قدم باللغة الفرنسية بمشاركة الممثل الفرنسي كلودمان، وقد عرضت المسرحية في باريس، واستمر عرضها في عدة مدن فرنسية خلال العام 1977 وسط إقبال منقطع النظير من الجمهور الفرنسي.

أعمال فنية
امتاز«راتب» بإتقانه لشخصيتي رجل الأعمال الثري وتاجر المخدرات، التي قدمها كثيراً في الأفلام المصرية، وقدم خلال مسيرته الفنية ما يقرب من 67 فيلماً سينمائياً، كان أبرزها «ولا عزاء للسيدات»، «البريء»، «البداية»، «طيور الظلام»، «الكيف»، «شفيقة ومتولي»، و«الصعود إلى الهاوية»، والذي حصل من خلاله على جائزة الدولة، والتي تسلمها من الرئيس الراحل أنور السادات كأحسن دور ثانٍ.
كما شارك زميله الراحل عمر الشريف، في الفيلم العالمي «لورانس العرب»، تحت قيادة المخرج ديفيد لين، ولكنه وبرغم ذلك قد عُرف عنه عدم عشقه لما تقدمه هوليوود، بقدر تشبثه بما تقدمه السينما الفرنسية من ثقافة، ولعل ذلك كان سبباً في تألقه في العديد من الأفلام الفرنسية؛ حيث قدم فيها أعمالاً تقترب في عددها من 15 عملاً.
كان «جميل» فناناً مثقفاً، ملتزماً، حريصاً على أن يقدم الأعمال الهادفة التي تقدم رسالة أخلاقية للمجتمع، وظل كذلك منذ «البداية» في مشواره، وحتى قرر أخيراً أن يستريح، وأن يرفع «الراية البيضاء».
.