لا تبتعد. لا تسمح للحواجز أن تكون بيننا. ما يهمنى هو أنت. بقية الأمور كلها تفاصيل هامشية. أحتاجك أن تكون معي بإحساسك واهتمامك ووجودك. كل الأشياء الأخرى لا تعنيني. أنت قضيتي وأنت عالمي. لا تجعلني أشعر بالوحدة وأنت في حياتي. مرارة الوحدة ليست فقط في معاناتها الذاتية، بل أيضاً لافتقادك من تحب.
ترحل بعيداً. تنشغل في عوالم أخرى. تعدّها انتصارات وتقدمها كإنجازات. ولكنك ترى الأشياء من زاوية واحدة. السعادة الحقيقية لا تصنعها المظاهر الزائفة، بل الأحاسيس الصادقة. مللت من الانتظار وإعطاء المبررات. وهل نعيش حياتنا من أجل أن نتوهم قصصاً للخارج نعرف في قرارة أنفسنا أنها فارغة في الداخل. الأشخاص الذين يعيشون من أجل رسم الصورة المثالية ويجاهدون من أجل إتقانها، يناقضون أنفسهم. لو بذلوا نصف المجهود من أجل حياتهم الحقيقية لربما كانوا أكثر سعادة. الواقعية لا تعطي الصور البراقة نفسها، ولكنها في نهاية المطاف الأقرب إلى الصدق.
تعيش في عالم من الانشغالات. أشعر بأنك للآخرين. حسابات مختلفة وأهداف بعيدة. ولكن ماذا عن حياتنا؟ ماذا عنا؟ لماذا أشعر بأن الهرم لديك مقلوب؟ اهتماماتك واسعة تبدأ من الآخر وتنتهي عند محيطنا. أصبحت حياتنا مسرحية نحن فيها الأبطال والجمهور، هي السمعة التي نحرص على إتقانها. صعب هذا الإحساس، عندما تشعر بأن حياتك مسرحية.
أحتاجك واقعاً في حياتي. نتشارك اللحظة والتفاصيل الصغيرة. نمارس حماقاتنا ونضحك من المواقف الطريفة. نعيش بطبيعتنا بكل ما فينا من جنون وعقل، تطرف واعتدال. ما أجمل الحياة حينما نعيشها كما هي ونتناغم معها. الحياة منحتنا أجمل الفرص نحن بعنادنا نضيعها. دعنا نعيش أجمل العمر معاً. دعنا نجعل من كل يوم قصة حياة فنحن نستحق أن نعيش الحياة.
اليوم الثامن:
عندما نحصل على الأشياء الثمينة
التي كنا نحلم بها وكانت بعيدة..
نكتشف أن الرهان على الأساسيات
حب واستقرار والباقي مجرد تكملة.