عندما نذكر دول العالم، أول ما يخطر في بالنا دول كبيرة وضخمة وكثيفة السكان، مثل روسيا أو الصين أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الهند، أو غيرها من هذه الكيانات التي تشغل حيزًا كبيرًا على خريطة العالم، أو تلك التي لها وزن سياسي واقتصادي مهم، ولكن هل فكرتم سابقًا بأصغر دول العالم؟ وهل خطر على بالكم كم تبلغ مساحتها أو عدد سكانها وأين توجد؟ في هذا التحقيق سنعرفكم على أصغر دولة في العالم، التي معظم الناس قد لا يعرفون بأنها «دولة» من الأساس، ولها حكمها الذاتي، وكيانها الخاص، إنها دولة الـ«فاتيكان».
الدولة المدينة.. والمدينة الدولة
الـ«فاتيكان Vatican»، أو ما يُعرف بدولة مدينة الـ«فاتيكان»، هي الدولة الأصغر على الإطلاق في جميع العالم، وعلى مختلف الأصعدة، فهي الأصغر من حيث المساحة، إذ تبلغ مساحة هذه الدولة أقل من نصف كيلومتر مربع، ولا يتجاوز عدد سكانها الـ1000 نسمة فقط، وبذلك تكون الدولة الأصغر أيضًا من حيث عدد الأشخاص الذين يعيشون فيها، وتقع دولة الـ«فاتيكان» في منتصف العاصمة الإيطالية روما، على رأس تلّة بسيطة بالقرب من نهر الـ«تيبر»، وما تبقى من تشكيل طوبوغرافي لها؛ فهو من ضمن المعالم التاريخيّة الدينيّة والأثريّة في المدينة، ومن أهمّها ساحة وكاتدرائية القديس بطرس، وحدائق الفاتيكان.
حجمها الصغير.. وأهميتها الكبيرة
وعلى الرغم مما ذكرناه سابقًا عن مساحة وعدد سكان دولة الـ«فاتيكان»، إلا أن ذلك لا يقلل من أهميتها، فهي تحتوي على مجموعة كبيرة من المعالم الدينيّة المسيحية، وتعتبر مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية، التي يقدّر عدد أتباعها بما يزيد على المليار، و147 مليون شخص، لذلك فهي تعد بمثابة الحكومة المركزيّة للكنائس الكاثوليكيّة الروميّة حول العالم، وهذا ما أدّى إلى تميّزها بأنّها مُستقلّة استقلالاً كاملاً عن أي سُلطة، حتى السلطات الإيطالية التي توجد على أراضيها.
ورأس السلطة في دولة الـ«فاتيكان»، هو الـ«بابا»، وهو ورأس الكنيسة الكاثوليكية، وهو شخص يتم انتخابه من قبل مَجمع الـ«كرادلة»، وله صلاحيّات غير محدودة تظل مدى الحياة حتى لحظة وفاته، وانتخاب شخص آخر مكانه، ولكنّه في حقيقة الأمر لا يُمارس صلاحياته بالأمور الإداريّة والسياسيّة والقانونيّة، حيث إنه يترك كل هذه المسؤوليات لرئيس وزراء دولة الـ«فاتيكان» الذي يعينه هو بنفسه، والـ«بابا» الحالي لهذه الدولة، الأصغر في العالم، هو «فرانسيس»، الذي يعد البابا رقم 266 في تاريخ دولة الفاتيكان.
دولة دون موارد اقتصادية
ومن الجدير بالذكر أن دولة الـ«فاتيكان» لا تحتوي على أي موارد اقتصادية مطلقًا، فهي بعكس باقي الدول لا تعتمد على التجارة أو الصناعة أو غيرهما، ويقوم قطاعها الاقتصادي على الدعم المالي الذي تحصل عليه من التبرّعات النقدية والعينية، وخصوصًا تلك التي يتم تقديمها لمؤسساتها المُتنوّعة داخل أراضيها أو خارجها، مثل «الأبرشيّات، والكنائس، والمُؤسّسات الدينيّة، والسّفارات الدبلوماسيّة»، أمّا الميزانيّة الماليّة الداخليّة للـ«فاتيكان»، فيتم التّعامل معها بشكل مُنفصل عن باقي المُؤسّسات التّابعة لها، والتي تُقدّم الدّعم لكلّ من متحف الفاتيكان، ومكتب البريد الذي يُقدّم مجموعة من إصدارات الطّوابع التي تُستخدم في المُراسلات المختلفة.
أصغر الدول في العالم بعد الـ«فاتيكان»
دولة مدينة الـ«فاتيكان» ليست الوحيدة التي تمثل الدول الصغيرة «للغاية» في العالم، فهناك العديد من هذه الدول التي تتمتع بحكم ذاتي، وقوانين وموارد خاصة بها، ومن تلك الدول التي نذكرها دون ترتيب مثلاً، دولة «مالطا» التي تقع في البحر المتوسط شرق تونس، وإلى الشمال من ليبيا، وهي دولة تتكون من 3 جزر صغيرة، وتبلغ مساحتها 316 كيلومترًا مربعًا فقط، وعدد سكانها لا يتجاوزون جميعهم الـ412 ألف نسمة.
ومن هذه الدولة الصغيرة أيضًا، جمهورية «مارشال»، التي تتكون من مجموعة من الجزر تقع في المحيط الهادي، والتي تبلغ مساحتها 181 كيلومترًا مربعًا فقط، وعدد سكانها حوالي 62 ألف نسمة، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى القبطان البريطاني «جون مارشال» الذي اكتشفها بمساعدة قبطان آخر.
وتضم هذه القائمة، أيضًا، جمهورية «سان مارينو»، التي تعتبر أقدم جمهورية عرفها التاريخ البشري، وهي مثل الـ«فاتيكان»، دولة داخل دولة، حيث تقع أيضًا داخل الأراضي الإيطالية، وتبلغ مساحتها 61.2 كيلومتر مربع فقط، وسكانها لا يتجاوزون الـ30 ألف نسمة، وعلى الرغم من صغر حجمها، إلا أن تعد مقصدًا سياحيًا مهمًا، حيث يزورها أكثر من 2 مليون سائح في كل عام.
تعرف إلى دولة الـ«فاتيكان».. أصغر دولة في العالم
- أخبار
- سيدتي - محمد المعايطة
- 03 أكتوبر 2018