في الوقت التي تنتشر فيه شركات التوظيف والبحث عن عمل مناسب في مختلف أرجاء العالم، اليابان – وكالعادة – تخالف الجميع، حيث بدأت بالإنتشار حديثاً، شركات "تقديم الاستقالة"، وهي خدمة مبتكرة هدفها تقديم المساعدة لكل من يرغب في ترك وظيفته وإنهاء خدماته في الشركة التي يعمل بها، ولا يملك "الشجاعة الكافية" للقيام بذلك، لتكون هذه الشركات الجديدة هي البديل لتقديم الاستقالة نيابة عن الموظف.
وبحسب ما نشرته وسائل الإعلام عدة، فإن هذه شركات تعمل على تقديم خدمات الاستقالة بـ"الوكالة" بدلاً عن الموظفين الذين يعملون بداوم كليّ أو جزئي، للمسؤولين في المؤسسات التي يعملون بها، وتتخذ هذه الشركات جميع الإجراءات اللازمة والقانونية لتقديم الإستقالة، بداية من إخطار الشركة بخبر استقالة الموظف، مروراً بمتابعة الإجراءات القانونية، وانتهاءً بتقديم الدعم الكامل للموظف حتى حصوله على جميع حقوقه دون أي رسوم إضافية.
تريحك من الإحراج أمام الشركة ..
وتستهدف الشركات التي تقدم هذه الخدمة الجديدة والمبتكرة، كل هؤلاء الموظفين الذين يعملون في وظائف تستغلهم وتستنفذ كل طاقاتهم، وأيضاً للموظفين الذين يخافون مواجهة مدرائهم "البغيضين"، ولا يستطيعون مواجهتهم بخبر الإستقالة، وأيضاً الأشخاص الذين تم رفض إخطار الاستقالة الذي كان سبق وأن قدمه، ومن لا يُسمح له بترك الدوام الجزئي الخاص به نظراً لحاجة العمل، والكثير من أنواع الموظفين الذين لا يملكون الجرأة ولا يستطيعون تقديم استقالاتهم بأنفسهم.
ومن أنواع الموظفين السابق ذكرهم المثيرة للإنتباه، هؤلاء الموظفين الذين يعتقدون أن ذهابهم إلى العمل يُسبب لهم حالة من الإكتئاب الشديد، التي من الممكن أن تدفعهم في نهاية المطاف إلى الإنتحار، خصوصاً أن عدد الموظفين الذين أقدموا على الإنتحار في دول شرق القارة الآسيوية بسبب مشكلات العمل، كان قد بلغ الألفين و323 موظفاً سنوياً.
يُشار إلى أن شركات تقديم خدمة الاستقالة تتعامل مع الراغبين بذلك بالعديد من الطرق المختلفة، فبإمكان الموظف الراغب بالإستقالة أن يتواصل معها عن طريق الهاتف، أو البريد الإلكتروني، أو التطبيقات الذكية أيضاً، وتتيح هذه الخدمات – إلى جانب الإستقالة - الاستشارة من خلال منافذ الاستفسارات الخاصة بها.
تبدأ الخدمة من 40 دولاراً ..
وتختلف رسوم خدمات هذه الشركات بحسب الخدمات التي يطلبها الموظف، إن كان في دوام كلي أو دوام جزئي مثلاً، والطريف بالأمر، أن شعبيتها التي تزداد انتشاراً في المجتمع الياباني في الفترات الأخيرة، دفعها إلى أن تقوم برفع الرسوم، ولكن وبشكل عام تبدأ رسوم هذه الشركات من 5 آلاف ينّ ياباني، أن ما يعادل الـ40 دولاراً أمريكياً، إلا أن الغالبية العظمى تتراوح بين 20 ألف و100 ألف ينّ، أي ما يعادل تقريباً الـ180 دولاراً وحتى 900 دولار أمريكي، ومتوسط السعر نحو 30 ألف ينّ قرابة الـ250 دولاراً.