مهما حاولنا التخيل، ومهما شاهدنا الكثير من الأفلام التي قد تبدو خيالية من تلك التي تعرض "الشـــرّ" الكامن في الإنسان، لا يمكننا على الرغم من ذلك أن نتخيل كمية هذا السواد الموجود في أنفس بعضنا، وفي كل يوم نسمع ونقرأ قصة جديدة، تجعلنا متأكدين أن أسوأ الأفلام الخيالية في هذا الشأن، قد تكون مجرد تفصيل صغير من حياتنا الواقعية، وربما أحد هذه القصص الحقيقية، ما حدث في بريطانيا مؤخراً، بعد أن تم العثور على رجل عجوز، محبوس في كوخ صغير منذ 40 عاماً، وهو لا يزال على قيد الحياة.
وفي تفاصيل هذه القصة المرعبة، نشر موقع "عربي بوست" نقلاً عن صحيفة الـ"ديلي ميل Daily mail" البريطانية، خبراً مفاده بأن عدداً من الموظفين الحكوميين في بريطانيا، تمكنوا من العثور على رجل عجوز ما يزال على قيد الحياة، بعد أن أمضى أربعين عاماً محبوساً في كوخ صغير رغماً عنه، حيث يعتقد الموظفون الذين عثروا عليه، بأنه كان ضحية لما أسموه "عملية عبودية حديثة".
وتتابع الصحيفة البريطانية نقلها لما حدث، أنه لم تكشف السلطات حتى هذه اللحظة عن هوية الرجل، الذي قضى من عمره الأربعين عاماً كاملة في كوخ صغير، إلا أنها كانت قد كشفت لوسائل الإعلام، أن الكوخ أو المخزن الذي عُثر فيه على هذا الرجل، تبلغ مساحته 6 أقدام في 6 أقدام، أي أن طوله لا يتجاوز 1.8 متر وعرضه أيضاً بالحجم نفسه.
وأضافت الـ"ديلي ميل"، بأن الرجل الذي عثر عليه الموظفون وتمكنوا من إنقاذه، لا يزال على قيد الحياة، ويبلغ من العمر 58 عاماً، أي أنه بدأ عزلته في داخل ذلك الكوخ عندما كان في عمر الـ 18 عاماً، وتم العثور عليه داخل كوخ صغير أخضر اللون، يقع في بلدة "كارليسل"، القريبة من مدينة "كامبيريا" شمال غربي إنجلترا، وأشارت الصحيفة إلى أن المحققين بدأوا على الفور تحقيقاً عاجلاً حول هذه الحادثة، وتقصي المعلومات حولها، فيما تم نقل الرجل فوراً إلى عيادة متخصصة من أجل تلقي المساعدة الطبية اللازمة على المستوى البدني والنفسي.
ونقلت الصحيفة البيطانية عن الشرطة المحلية في مدينة "كامبيريا"، أنها تمكنت من اعتقال رجل يبلغ من العمر 79 عاماً، وأشارت إلى كونه هو المشتبه الرئيسي فيما أسموه "عملية الاستعباد" للرجل الآخر طيلة العقود الأربعة الماضية. وأظهرت الصور التي تم التقاطها للمكان، أن الكوخ الصغير ذا اللون الأخضر يحتوي فقط على سرير قديم وتالف ومقعد معدني أبيض وتلفاز، أما الأرض فهي مغطاة بقطعة قماش، أو ما يبدو أنها قطعة من السجاد القديم.
وحال انتشار الخبر عبر وسائل الإعلام، وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع الحدث بشكل واسع وكبير، ووصفوه بأنه محاكاة للفيلم الأجنبي الشهير "روم Room" أو "الغرفة"، والذي يحكي قصة قيام مجرم باحتجاز فتاة شابة طيلة 7 أعوام، حتى تنجب طفلاً داخل حجرتها التي حوَّلها إلى زنزانة إلى أن تتمكن بمساعدة الطفل من الخروج من هذا المأزق، وأشار الكثير من رواد هذه المواقع، بأن قصة هذا الرجل العجوز المسكين، تبدوا أكثر قسوة بمراحل من حكاية الفيلم.