تتخيَّل الأم حديثة العهد بالولادة، أن طفلها لن يتجاوب معها عندما تلعب معه، ولن ينتبه إلى حركاتها، بينما الحقيقة عكس ذلك تماماً، فالطفل عندما يولد يتعلم جميع المهارات والتصرفات والحركات تدريجياً، ويكتمل نمو بعض أعضائه بعد الولادة، مثل العينين.
وحول نمو حاسة البصر لدى المواليد الجدد، تحدثنا إلى كارين جيلاني، اختصاصية طب الأطفال، التي كشفت كيف تتطور قدرة الرضيع على الرؤية والتفاعل مع مَن حوله.
من الولادة حتى عمر 4 أشهر
عندما يولد الطفل، يشعر بكثير من الأشياء الغريبة من حوله، مثل الضوء، والأصوات المرتفعة، ويحاول أن يركز عليها لكنه يجد صعوبة كبيرة في ذلك، فهو لا يستطيع أن يرى، أو يميز بصرياً أبعد من 8 إلى 10 إنشات، أي مسافة حملك له بين ذراعيكِ، وهذا الأمر لا يدعو للقلق فالتطور البصري لديه يحدث مع مرور الأيام، وخلال الشهرين الأولين، تبدأ عيناه بالحركة لكن بشكل غير متناسق حتى نهاية الشهر الثاني، حيث يحاول الطفل التنسيق بين حركة يديه وحركة عينيه عندها تصل عيناه إلى مرحلة التركيز والتحرك سوياً وملاحقة حركة الأشياء، أما إذا لاحظتِ عزيزتي الأم بعد الشهر الثاني، أن طفلكِ مازال يحرك عينيه إلى الداخل دون تركيز فلابد أن تراجعي الطبيب للتأكد من أنه غير مصاب بالحول.
ولم يثبت علمياً إذا ما كان الطفل في المراحل الأولى من ولادته، يمكنه التمييز بين الألوان، لكنه يستفيد من الألعاب المحيطة به ذات الألوان الزاهية في تطوير قدرته على تمييز الألوان.
ومن عمر الشهرين حتى ثلاثة أشهر، سيكون الطفل قد ركز تماماً على وجوه والديه ومن حوله، والتعرف عليهم بسهولة، وابتداءً من هذا العمر سيتمكَّن الطفل من التركيز أيضاً على الألعاب التي تهز أمامه، وتتبُّع حركتها بعينيه بشكل واضح، ومحاولة سحبها من يديكِ، وابتداءً من هذا العمر تُنصح الأم بالتحدث مع طفلها وشرح ما يراه أمامه.
من عمر 5 إلى 8 أشهر
سيظل نظر طفلك يتطور، ويمكنه الآن رؤية الأشياء البعيدة بشكل أفضل، كما سيبدأ في تطوير مهارات أكثر، مثل معرفة مدى قرب وبُعد الأشياء عن نظره، والنظر إلى وجهكِ، ومحاولة اكتشاف ملامحك بيديه وهو يحدق إليكِ، وإمساك الأشياء، ومعرفة مكانها الصحيح، كذلك تتحسَّن لديه في هذه الفترة القدرة على تمييز الألوان بوضوح.