سبق وأن سمعنا بـ«أكلة لحوم البشر»، وشاهدنا الكثير من الأفلام حولها مثل الفيلمين الشهيرين «هانيبال لاكترز» و«صمت الحملان»، ولكن في ألمانيا حدثت واقعة أشد غرابة مما حدث في هذين الفليمين، يعود تاريخها لقرابة الـ 15 عاماً، تم معاودة فتح ملفاتها مرة أخرى خلال الفترة القليلة الماضية، حيث قضت محكمة ألمانية، يوم الجمعة الماضي 5 تشرين الأول / أكتوبر 2018، بضرورة استمرار سجن مهندس قام بقتل شخص ثم أكل جثته، وفعل هذا برضا الضحية نفسها وباتفاق بين القاتل والضحية، في قضية كانت قد صدمت البلاد حينها.
وعلى الرغم من أن المجرم «آكل لحوم البشر»، الذي يُدعى «آرمين مايفيس»، كان قد قضى فترة عقوبة امتدت حتى الآن لـ 15 عاماً في السجن عقب إدانته بالقتل، إلا أن المحكمة الإقليمية العليا في مدينة «فرانكفورت» الألمانية، كانت قد وافقت على قرار لمحكمة أدنى، برفض الطعن بتحويل الحكم عليه بالسجن مدى الحياة إلى حكم مع وقف التنفيذ، ليستمر «مايفيس» وراء القضبان حتى يومه الأخير.
حكاية نشرت الرعب في ألمانيا..
وبدأت هذه الحكاية المرعبة، قبل قرابة 15 عاماً من الآن، عندما قام «آرمين مايفيس»، بنشر إعلان غريب ومخيف على الإنترنت، يطلب خلاله شخصاً «لإنهاء حياته دون أن يترك أثراً»، وحينها تعرف على ضحيته الذي يُدعى «بيرند - يورجين برانديس»، والذي كان يعمل مديراً لتكنولوجيا الإعلام في ذلك الوقت، وبالفعل اتفق الاثنان على اللقاء، وسافر «برانديس» بالقطار للقاء «مايفيس» في بلدة تُسمى «روتنبرغ» تقع في غربي ألمانيا، وكان ذلك خلال شهر آذار / مارس من العام 2001، وهناك قام «مايفيس» بتصوير نفسه وهو يقوم بقطع أجزاء من جسد «برانديس» بالسكين، قبل أن يحاول أكلها.
وفي تفاصيل هذه الواقعة مخيفة أيضاً، أن الضحية «برانديس»، كان قد فقد الوعي بعد أن تم قطع أجزاء منه جراء تعرضه لنزيف شديد، وقام حينها القاتل «مايفيس» بوضع ضحيته على كرسي، وقام بتقبيله قبل أن يقطع بواسطة السكين رقبته بشكل سريع ومرعب، وقام بعد ذلك بتعليق الضحية على خطّاف، وجمَّد 30 كيلوغراماً من لحم «برانديس» في أكياس، ثم أكل بعضها.
وبعد أن تم العثور على القاتل الآكل للبشر «آرمين مايفيس»، وإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن، أدانت محكمة في ألمانيا «مايفيس» في بادئ الأمر بالقتل الخطأ، ثم حكمت عليه بالسجن ثماني سنوات، وكان ذلك في العام 2004. إلا أن محكمة في مدينة «فرانكفورت» قامت بإلغاء هذا الحكم خلال العام 2006، ورفضت حجة الدفاع بأن «مايفيس» قام بذلك بناء على طلب الضحية، وهي جريمة مماثلة للقتل الرحيم، الذي تصل أقصى عقوبة لها في ألمانيا إلى السجن خمس سنوات. وقالت المحكمة حينها إنه على الرغم من أن «مايفيس» يعتبر مريضاً نفسياً، إلا أنه كان مدركاً تماماً لما يفعله.