في أولى ندوات فعاليات الدورة الرابعة والثلاثون من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي أدارها المخرج السوري أنور القوادري والناقدة نعمة الله حسين بحضور الأمير أباظة رئيس المهرجان الذي رحب بوجود "نيرو" بمدينة الإسكندرية، مؤكداً أنه أحد عمالقة التمثيل الذين استطاعوا المحافظة على سطوع نجمهم، وجاءت في إطار تكريم فرانكو نيرو عن مجمل أعماله قبل حفل افتتاح المهرجان بساعات.
أكد الممثل الإيطالي فرانكو نيرو، أن القدر لم يمهله الوقت للخروج بفيلم مع المخرج الشهير سيرجو ليوني.
وأضاف "نيرو" أنه كان قديماً يصور أحد أفلامه خلال فصل الشتاء وسط أحد الجبال والطين، فوجد سيرجو ليوني ينظر له من بعيد مبتسماً ثم ضحك قائلاً:" لقد ربحت اليانصيب".
وأشار "نيرو" إلى أنه بعد ذلك جمعته عدة لقاءات مع "ليوني" واتفقا على العمل معاً على فيلم بمشاركة الممثل كلينت ايستوود، ولكن القدر لم يحقق لهم ذلك.
وأكد الممثل الإيطالي فرانكو نيرو، أنه يعمل على فيلم جديد بمشاركة الفنان السوري جمال سليمان، تدور أحداثه حول شخص أجنبي يلتقي بعربي لديه طفلة صغيرة يعمل على تربيتها وحيداً.
ورداً عن تساؤل وجه إليه لماذا فقدت السينما الإيطالية بريقها رغم تاريخها الكبير الذي نافست فيه الإنتاج الهوليوودي بقوة، قال إن التلفزيون قتل السينما ولم تعد هناك سينما المؤلف ولا سينما المخرج العبقري ولا المنتج الفنان، وبعد أن كانت إيطاليا تنتج 400 فيلم في السنة لم تعد تنتج سوى أفلام معدودة وبتمويل من وزارة الثقافة أو إحدى القنوات وكلتاهما تتدخل في مضمون العمل، وأضاف السينما الإيطالية في أزمة وأنه محظوظ أن أتيح له العمل في السينما الفرنسية والإسبانية والأمريكية وإلا لكان أصيب بالحسرة علي ما وصلت إليه السينما الإيطالية كما أن الجمهور تغير أيضاً ولم يعد يستمتع بمشاهدة السينما في القاعات المظلمة بل يشاهدها على التلفاز وهو يتناول طعامه أو يتحدث في التلفون.
كما تحدث عن سر اختيار شخصياته، قائلاً: "أبحث عن الشخصيات التي تصنع عالمها الخاص، وليس بالضرورة أن أقدم قضايا عامة".
ومن جانبه أكد المخرج أنور القوادري، أن هناك صداقة تربطه ب “نيرو” منذ أن تقابلا في لندن من أعوام طويلة.
وأشار "نيرو" أنه زار مصر أكثر من مرة، كان آخرها منذ ست سنوات، حيث تعد رحلاته إلى مصر من أفضل زياراته للشرق، وأن هناك صداقة طويلة ربطته بالفنان الراحل عمر الشريف الذي دائما ما كان يدعوه لزيارة مصر.
واضاف أنه كان يقدم لـ "الشريف" نوعاً مخصصاً من المشروبات التي ينتجها بنفسه وتحمل اسمه ترحاباً به وبصداقته.
يذكر أن فرانكو نيرو بدأ مسيرته الفنية من خلال أدائه لدور رئيسي في فيلم "جانغو" عام 1966 للمخرج سيرجيو كوربوتشي الذي ساهم في ظهوره في ثمانية أفلام خلال تلك السنة، كما شارك خلال مسيرته الفنية بعدد كبير من الأفلام أبرزها فيلم "الكتاب المقدس في البداية"، و"عشرة أيام هزت العالم"، و"اعترافات رجل بوليس أمام المفتش العام"، كما يعد دوره في فيلم "21 ساعة في ميونخ" من أهم أفلامه الذي شارك فيها خلال مسيرته الفنية.
وقد برع فرانكو نيرو في جميع الأدوار الذي قدمها خلال مسيرته الفنية التي استمرت 50 عاماً وإلى يومنا هذا يعد أحد أهم نجوم السينما الإيطالية.