لا يزال الرسام البريطاني مجهول الهوية «بانكسي BANKSY»، يزيد من حالة الغموض الكبيرة التي تحيط به، وبعد أن أثار في العالم جدلاً واسعاً يوم الجمعة 5 تشرين الأول / أكتوبر 2018، بتدمـير إحدى لوحاته الشهيرة التي بيعت بمبلغ وصل حتى بـ 1.37 مليون دولار، عقب لحظة بيعها مباشرة وأمام أعين حشد كبير من الحاضرين لهذا المزاد العلني، يعود «بانكسي» ليكشف سرّ تمزق لوحته «فتاة البالون» من تلقاء نفسها خلال عرضها في دار مزاد «سوذبيز» في العاصمة البريطانية لندن.
هكذا تمزقت اللوحة الثمينة بشكل درامي..
وبعد الحادثة الشهيرة، صرحت دار مزادات «سوذبيز»، بأن لوحة «فتاة البالون»، أحد أشهر أعمال «بانكسي»، خرجت عن إطارها مروراً بآلة لتمزيق الورق كانت مخبأة داخل الإطار، حيث تزامن ذلك مع اللحظة التي هوت فيه المطرقة لتعلن بيع اللوحة مقابل 1.37 مليون دولار، وهو مبلغ يعادل السعر القياسي السابق الذي حققه «بانكسي»، وكان ذلك بمشهد درامي للغاية كأن الفنان البريطاني الغامض، يوجه رسالة أن أعماله التي وُلدت في الشارع وعلى الجدران في أماكن الحروب والصراعات، لن تكون مجرد «سلعة» تُباع بمبالغ مالية طائلة.
ومن جهته، علّق «أليكس برانسزيك»، المدير الأول لدار «سوذبيز»، ورئيس قسم الفن المعاصر في أوروبا قائلاً: «يبدو أننا وقعنا ضحية خدعة من بانكسي». وأشار إلى أن دار «سوذبيز» تحدّثت مع الشاري الذي فوجئ بما حدث، وأكدت له بأن الدار في صدد مناقشة الخطوات المقبلة، فيما رفضتالكشف عن هوية الشاري.
«بانكسي» يكشف السرّ..
وبعد هذه الحادثة، قام «بانكسي» بنشر صورة على حسابه عبر موقع الصور «انستغرام»، لجمهوره المصدوم أثناء مشاهدة اللوحة وهي تتمزق إلى منتصفها تقريباً، وكتب مُعلقاً: «ها هي تضيع، تضيع، ضاعت.. »، وبعد ساعات قليلة فقط، عاد الفنان الغامض، لينشر فيديو يكشف فيه سرّ ما فعله، حيث استعان الفنان البريطاني بمقولة للرسام الإسباني الشهير «بيكاسو» التي تقول: «التوق إلى التدمير هو أيضاً توق إبداعي»، حيث قصد «بانكسي» أنه تعمّد تمزيق اللوحة كنوع من الإبداع، وربما الاعتراض أيضاً.
بانكسي.. الرسام الغامض مجهول الهوية..
وعلى الرغم من انطلاق مسيرته في التسعينيات من القرن الماضي، إلا أن هوية الرسام البريطاني «بانكسي»، لا تزال مجهولة وغير معروفة، وعلى الرغم من أنه يعد من أشهر فناني الشارع في العالم، إلا أنه يعتبر لغزاً كبيراً منذ بداية ظهوره، حيث لم يتمكن أي أحد من رؤية أي صورة للفنان، الذي يتم تداول أن أصله من مدينة «بريستول» البريطانية، كما أن «بانكسي» يُعرف من خلال أعماله الفنية برفضه لنزعة المجتمع الاستهلاكية والإمبريالية الأميركية تحديداً، واهتمامه الكبير بمصير اللاجئين، حيث تنتشر أعماله ورسومه في العديد من دول العالم، بدءاً من العاصمة لندن، وصولاً إلى مدينة غزة الفلسطينية.