على الرغم من أن هيئة الاتصالات السعودية نفت ما تم تداوله حول انقطاع الإنترنت، لكن لنفترض أن ذلك حدث، كيف سيكون حالنا وقد أدمن أغلبنا على استخدام الإنترنت حتى بات جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية؟!
«سيدتي» التقت عدداً من السعوديين والسعوديات لمعرفة ردة فعلهم إذا ما حلت هذه «الكارثة».
تعطيل البشرية
بدايةً، أوضح طلال بخش، موظف في القطاع الخاص، أن انقطاع الإنترنت إن حدث وسط الأسبوع، وتحديداً خلال فترة الدوام، فسيعطل البشرية كلها، لأن معظم الناس تعتمد عليه في إنجاز المهام والأعمال. وقال: «بالطبع سنحتفل وقتها، أما إن انقطع في نهاية الأسبوع، فسأكون في قمة سعادتي لأنني سأتفرغ لعائلتي وأصدقائي بعيداً عن الأجهزة الذكية التي باتت السمة الرئيسة لتجمعاتنا في الفترة الأخيرة، وأتمنى فعلياً انقطاعه لنعود إلى حياتنا السابقة».
سأهرب من واقعي
أما ندى طاري الشمري، طالبة جامعية، فكشفت أنها تستخدم الإنترنت في التواصل مع صديقاتها، والبحث عن الأعمال والمعلومات، وقالت: «بالتأكيد سأشعر بالوحدة والملل إن انقطع الإنترنت فجأةً لمدة يومين متتاليين، وسأخرج إلى أي مكان يُشعرني بالراحة والتفاؤل، كما سأقضي ساعات طويلة في النوم قد تصل إلى ٤٨ ساعة، وبالتأكيد سأجلس مع أفراد عائلتي».
الاستماع إلى الراديو
بندر الحربي، طالب هندسة، أكد أنه سبق أن جرب ذلك لمدة أسبوعين عندما تعطل هاتفه، وقال: «قمت بإشغال نفسي بالمذاكرة، وأداء بعض الأعمال المنزلية، مثل التنظيف، كذلك كنت أستمع كثيراً إلى الراديو الذي انقطعت عنه مثل الجميع فترة طويلة، وحقيقةً شعرت بأن شيئاً مهماً جداً عاد إلى حياتي».
السفر بحثاً عن الإنترنت
فيما أكدت نورة علي، ربة منزل، أن الإنترنت مهم جداً بالنسبة إليها على الرغم من أنها من الجيل القديم، خاصةً أنها تستخدمه في التواصل مع الأهل والصديقات، ومعرفة الأخبار، وقالت: «لن أتحمَّل أبداً انقطاع الإنترنت، وسأجتهد في زيارة مَن أتواصل معهم من خلاله، إن كانوا في مدينتي، أو سأعود إلى سماع أصواتهم عن طريق الهاتف، إن كانوا في مدن بعيدة، وسأضطر إلى السفر بحثاً عن الإنترنت في البلدان الأخرى فقد سهَّل لنا كل شيء، وجعل حياتنا أفضل».
يذكر أن عادل أبو حيمد المتحدث باسم هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، قال أمس الأربعاء: إن ما يتم تداوله عن انقطاع الإنترنت غير دقيق، وما سيحدث هو احتمال تأثر بعض الجهات التي لم تحدِّث أنظمتها ذات العلاقة بنظام أسماء النطاقات «DNS» لأكثر من عام، وأشار إلى أنهم أبلغوا جميع مقدمي خدمات الاتصالات المرخَّص لهم، والجهات الحكومية، والبنوك، والشركات الكبرى في السعودية مرات عدة بأهمية التأكد من استعدادهم للتحديث، وأضاف أن الهيئة أكدت على تلك الجهات ضرورة استخدام النسخة المحدَّثة لمفتاح التشفير الخاص بالخوادم الجذرية لنظام أسماء النطاقات «Root DNS Servers» لضمان استمرار الخدمة وإمكانية الوصول إلى مواقع الإنترنت المحلية والعالمية، وأفاد بأن هذا التحديث كان من المقرر تنفيذه العام الماضي، لكن جرى تأجيله للتأكد من أن آثار التغيير محدودة، ما أتاح مهلة إضافية للجهات حول العالم للتأكد من تحديث أنظمتها التي تقع ضمن مهام ومسؤولية إدارات تقنية المعلومات وأمن المعلومات في تلك الجهات.