عقب الإعصار المدمر الذي ضرب جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تم تسميته الإعصار «مايكل»، والذي كان قد أسّفر عن مقتل 18 شخصاً في 4 ولايات مختلفة، انتشرت العديد من الصور التي تُظهر حجم الدمار الذي خلفته هذه الكارثة، ولكن صورة واحدة أثارت جدلاً واسعاً، وأشعلت الكثير من الأسئلة والحيرة التي لا تنقطع، وهي صور تُظهر منزلاً وحيداً ناجياً بين أكوام الخراب التي خلّفها الإعصار في المنطقة الساحلية في ولاية فلوريدا، حيث ظل هذا المنزل الوحيد صامداً بوجه الكارثة على الرغم من تحول جميع المنازل حوله إلى كومة من الأنقاض.
وكان هذا المنزل الناجي الوحيد، والذي يًسمى «قصر الرمال»، ويقع على شاطئ البحر في «مكسيكو بيتش»، والمكون من 3 طوابق، كان قد تعرض الطابق الأرضي فيه فقط إلى بعض الخسائر، وكذلك الدرج المؤدي إلى الطابق الأوسط، وخُلع عدد قليل من النوافذ عن إطارها، كما أتلفت قوة الإعصار دورة مياه ستحتاج إلى صيانة لاحقة، وهذا ما يعد أمراً قليلاً جداً مقارنة بالدمار الذي حلّ بباقي المنازل حوله.
ويُشار إلى أن البناء نفسه بقي إلى حد كبير سليماً وصامداً وحيداً في وجه الإعصار «مايكل»، وهو الأمر الذي أسعد مالكه «راسل كينغ»، الذي صرّح لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قائلاً: «يمكننا تنظيف هذه الآثار خلال شهر، ولكن الناس الآخرين.. لا أعرف.. انظر إلى ما عاناه الجيران».
ويقوم «راسل كينغ» البالغ من العمر 68 عاماً، والذي يعمل محامياً، ويقيم في مدينة «كليفلاند» بولاية تينيسي، بتأجير العقار عادة حين لا يستخدمه هو وأسرته. ولأن هذه ليست المرة الأولى التي يضرب فيها إعصار مدمر المنطقة، قام «كينغ» عند بناء منزل أحلامه هذا، بالتأكد من أنه سيكون مقاوماً للرياح الشديدة والعواصف والأعاصير العاتية، التي قد تصل سرعتها إلى 250 ميلاً، أي ما يقارب الـ400 كيلومتر في الساعة. لكنه لم يكشف عن حجم الأموال الذي أنفقها لـ«تحصين منزله»، إلا أن «نيويورك تايمز» كانت قد قدرتها بنحو 30 ألف دولار فقط لا غير، فيما تفوق قيمة المنزل نفسه الـ 400 ألف دولار، أي أن «كينغ» أنقذ منزله بأقل من 10% فقط من قيمة المنزل نفسه بحسب الصحيفة الأمريكية.
وبحسب ما أدلى به «كينغ» مالك المنزل الناجي للصحيفة الأمريكية، فإنه كان قد استخدم في البناء الخرسانة المسلحة، على عكس المنازل الساحلية الأخرى بالمنطقة ومناطق عديدة من جنوب الولايات المتحدة، التي لا تستخدم فيها تلك الدعائم الخرسانية، ويُبنى الكثير منها من الخشب.
كما أنه قام برفع المنزل على دعامات طويلة، بتصميم مميز، والغرض أن تمر رياح العواصف من بينها، وتكون الأضرار في أقل الحدود، وهو ما حدث بالفعل. حيث أوضح «كينغ» أنه يعتقد أن تغير المناخ عامل رئيسي وراء العواصف المدمرة التي ستجعل من الصعب العيش بالقرب من السواحل في العقود المقبلة، وقال «أعتقد أن حرارة الكوكب تزداد دفئاً والعواصف تزداد قوة.. لم نكن نواجه عواصف مثل تلك. لذا يجب على الناس الذين يعيشون على الساحل أن يكونوا مستعدين لذلك».