استطاع المسلسل السوري "منبر الموتى" إثارة موجة من الجدل والاحتجاجات في الشارع السوري منذ الأيام الأولى لعرضه، حيث لم تخلو أي حلقة من حلقاته من النقد السياسي اللاذع والمشاهد الدامية، سيّما وأنّ العمل يغوض في تفاصيل الظلم والاستبداد الذي تعرّض له السوريون في ظل الأحداث في بلادهم.
ساحة حرب حقيقيّة تشتعل على صفحات "الفيس بوك" بعد عرض كل حلقة من حلقات العمل، وجُمل كثيرة مأخوذة على لسان الشخصيات الرئيسية في العمل يتمّ تبنّيها من قبل روّاد الموقع الأزرق، لا سيّما مع الجرعة الكبيرة من الجرأة التي حملها نص كاتبه سامر رضوان الذي سبق وتعرّض للاعتقال منذ فترة وجيزة، كذلك تعرّضت إحدى الممثلات فيه والتي تدعى زينة ظرّوف للاعتقال أثناء سفرها من سوريا إلى لبنان لتصوير مشاهدها.
العمل الذي أثار جدلاً كبيراً رغم اعتقال عدد من العاملين فيه وتهديد آخرين بالقتل، وانسحاب مخرجته رشا شربتجي منه واستبدالها بسيف الدين سبيعي، عُرض أخيراً على قناة أبو ظبي الفضائية، وكان عملاً سياسياً بامتياز. واتّهم المؤيدون للنظام السوري أبطال العمل الرئيسيين فيه بالخيانة العُظمى مثل باسم ياخور وقصي خولي وعابد فهد، فما كان من ياخور إلا أن ردّ عبر تصريح صحفي يوضح فيه أنه يشعر بالأسف الشديد جرّاء هذه الحالة المزرية من المزايدات والاتهامات وتوزيع شهادات الولاء أو حجبها، خصوصاً أن صُنّاع العمل أعلنوا أن هذا العمل غير توثيقي ويضمّ شخصيات افتراضية تقارب أحداثاً واقعيةً ولا تتطابق معها.
بينما تبرّأ بعض الممثلين في العمل من المسلسل، فمثلاً الفنان باسل حيدر أصدر بياناً عبر صفحته الشخصية على "فيس بوك" يؤكّد فيه أنّه يتبرّأ من هذا العمل، وقال "أعتذر من الجميع لمشاركتي بعمل حاقد كهذا، وكيف تورّطت بتصوير دوري فيه، وعاشت سوريا التي لم ولن أرخص بذرة تراب منها مقابل كنور الدنيا". فيما اعتبرت الفنانة شكران مرتجى والتي تشارك بالعمل بشخصية "أم الزين"، أنّ الناس إن لم يستطيعوا تقبّل مسلسل من المستحيل أن تنتهي هذه الأزمة في سوريا، واعتبرت أنّ العمل هو تجربة لقبول الآخر، ومن الواضح جداً أن قبول الآخر في سوريا أصبح أمراً مستحيلاً.
اقرئي المزيد من أخبار رمضان الفنية