يمثل منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار أهمية كبرى للاقتصاد السعودي ومستقبل الاقتصاد العالمي ،وفي هذا الاطار أوضحت لـ "سيدتي" نوف الغامدي، المستشارة الاقتصادية وعضو اللجنة الوطنية للمكاتب الاستشارية، أن المؤتمر يعد حدثاً مهماً للغاية، يحرص الجميع على حضوره، وقالت: في سياق كلمته بالمؤتمر، أكد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن السعودية تعيش اليوم هيكلة فنية تواكب الهيكلة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها، وأن للاستثمار قدرةً كبيرة على تمهيد الطريق، وحل أصعب التحديات التي يواجهها العالم، ومبادرة مستقبل الاستثمار تأتي للمساعدة في فعل ذلك، حيث إن هذا الحدث الاقتصادي يعد منصة عالمية، تهدف إلى التعرف على أهم التوجهات المستقبلية، واستكشاف الفرص الاقتصادية الواعدة التي من شأنها تشكيل ملامح مستقبل الاقتصاد، وضمان أن يكون الاستثمار مساهماً رئيساً في تحقيق الرخاء والتنمية الشاملة، وتمثل المبادرة أيضاً فرصة للتواصل بين قادة الأعمال والمستثمرين، لذا أعدُّها فرصة في غاية الأهمية لآلاف المشاركين من أنحاء العالم، خاصةً أن السعودية تزداد شفافية، وصندوقها الاستثماري مستمر في تطوير صناعات جديدة في إطار الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت الغامدي: بعد ما تقدم، لم يكن بمستغرب أن يشهد المؤتمر الشهير بـ "دافوس الصحراء" هذا الحضور العالمي الكبير، ومشاركة كثيرٍ من الشخصيات البارزة من مختلف دول العالم، فصندوق الاستثمارات العامة السعودي يعد من أكبر وأهم الصناديق السيادية في العالم، إضافة إلى أن مبادرة مستقبل الاستثمار يمكن أن تتحول إلى نموذج عمل دائم في السعودية، وتصبح مرجعاً في توفير الأموال لجميع المشاريع الدولية المهمة، وتطوير النموذج ليغطي جميع الباحثين عن تمويل أعمالهم الريادية، أو التي تتطلب تمويلاً جريئاً، أو تمويل حصص خاصة مثل private equity، فالاقتصاديون الاستراتيجيون يرون أن العالم أصبح لديه تقبُّل أكبر للدخول في استثمارات أكثر مخاطرة في صناعات واتجاهات استثمارية لم تكن معروفة سابقاً، خاصة بعد الأزمة المالية التي شهدها العالم خلال العقد الماضي، وتخطتها السعودية بجدارة، بل وأصحبت رابع دولة في العالم من حيث امتلاك النقد الأجنبي بـ 501.3 مليار دولار، ما جعلها عملياً من أهم صنَّاع القرارات الاستثمارية دولياً، ومركزاً جاذباً لكل مَن يبحث عن التمويل، خاصةً أنها مستمرة في اكتشاف الفرص الواعدة حول العالم، وأسعدني كثيراً أن المبادرة هذا العام تسعى إلى مواصلة استكشاف الاتجاهات والفرص التي تسهم في تحقيق عائدات وآثار إيجابية مستدامة، وبناء شبكة تضم أهم الأطراف المؤثرين في الساحة العالمية، إضافة إلى تسليط الضوء على القطاعات الناشئة التي تسهم في رسم مستقبل الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة، كما أنها تجسد النظرة الإنسانية للسعودية في أهمية تطويع الاقتصاد لخدمة البشرية.