شهد مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" الذي تحتضنه العاصمة الرياض حضور نخبة من سياسيي العالم العربي والغربي، وكبار المستثمرين، وأصحاب النفوذ والسلطة، إضافة إلى تواجد صفوة من الإعلاميين والصحافيين الذين كان لهم دور مهم في نقل صورة شفافة وإيجابية عن هذا المؤتمر، وتعريف العالم على نتائجه المترقبة، وأهميته البارزة.
وكان الأستاذ "محمد فهد الحارثي" رئيس تحرير مجلتي سيدتي والرجل من ضمن الحضور، والذي بخبرته الإعلامية والصحفية استطاع أن يلخص وبكلمات قليلة دور هذا المؤتمر وأهميته بالنسبة للمملكة العربية السعودية خاصة، وللعالم بشقيه الغربي والعربي خاصة.
فرص ومستقبل
حيث أوضح الحارثي أنّ هذه المبادرة تعد فرصة طيبة لاستمرارية مبادرة مستقبل الاستثمار، كما أنها تفتح الفرص لبناء علاقات جديدة؛ فالسعودية باتت محورًا أساسيًّا على مستوى العالم لجذب الاستثمارات الأجنبية، والمشاريع الضخمة التي تم الإعلان عنها في السعودية جعلت الكثير من الشركات الأجنبية تترقب هذا المؤتمر؛ فهو يعد فرصة لعقد الصفقات الاستثمارية، وبناء علاقات تجارية مستقبلية.
كما بين "الحارثي" أنّ ما سيساعد على نجاح مثل هذا المؤتمر مكانة السعودية عالميًّا فهي تعد دولة مهمة ومؤثرة على مستوى العالم، إضافة إلى كونها تملك رصيدًا ضخمًا من حيث العلاقات السياسية، والعمق الاقتصادي، كما أنها تملك قدرة كبيرة على خلق مشاريع ضخمة بمئات المليارات ما يعطي الفرصة لشركات كبيرة في المشاركة والمساهمة بهذه المشاريع.
رسائل الاستثمار المهمة
وبين "الحارثي" بأنّ هذا المؤتمر أعطى رسالتين مهمتين، الرسالة الأولى تتمثل في الاستمرارية في نهج الانفتاح والاستثمار، وجذب الشركات، وبناء العلاقات، وطرح المشاريع.
أما الرسالة الثانية فتتمثل في ثبات واستقرار وديمومة الأعمال الاستثمارية في السعودية رغم ما أثير من أزمات، وما اعترى هذا المؤتمر من أحداث سياسية فرضت الكثير من الأقاويل والتكهنات وصلت إلى حد التشكيك في إقامة هذا المؤتمر؛ إلا أنّ السعودية أثبتت _وكعادتها_ أنها أمام المشاريع الكبيرة تستمر، وأنها دائمًا تنفذ أي وعد قطعته على نفسها.
استثمار نسائي ملفت
وفيما يخص دور المرأة السعودية في هذا المؤتمر، وأهمية وجودها بين كل هذا الكم الكبير والعالمي من الحضور فأكد "الحارثي" على أنّ عدد الشابات السعوديات الحاضرات والمشاركات وحتى المنظمات للمؤتمر يعطي صورة إيجابية لمشاركة المرأة السعودية ودورها الفاعل في المجال الاستثماري، ولم يعد بمستغرب أن تتولى منصبًا، أو تترأس ندوة، فنتائج ذلك أثبته نجاحها وتميزها وأداؤها بكل ما تقوم به.
مرحبا بفرص العمل
وعبر "الحارثي" عن سعادته بوجود المشاركات وسيدات الأعمال السعوديات ومن يدرن مناصب كبيرة في شركات مهمة في هذه المبادرة، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أنّ الرهان الذي راهنت عليه السعودية هو الرهان الرابح؛ حيث أتاحت السعودية لمجتمعها أن يتنفس من خلال رئتين هما المرأة والرجل معًا، ما نتج عنه مجتمع صحي وناجح، وارتفعت فيه الكفاءة والطاقة الإنتاجية. وهذا كله يبشر بالخير الذي سيعود على الوطن وأبنائه.
وبالنسبة للوظائف التي ستخلقها هذه المشاريع فأشار "الحارثي" إلى أنّ وجود المشاريع في العادة يخلق فرص عمل، فأي مشروع يتطلب قوى عاملة، وكل مشروع كبير ينتج عنه مشاريع صغيرة وهو ما يولد فرص عمل بمساحات أكبر.
وأخيرًا أوضح "الحارثي" أنّ هذه المرحلة الانتقالية التي تمر بها السعودية سيكون لها ضرائب _بمعنى آخر نتائج سلبية مؤقتة_ إلا أنه وعلى المدى المتوسط ستنعكس _بإذن الله_ إلى أخرى إيجابية ستحقق النمو الاقتصادي المنشود للسعودية.