أن تكسر قلب طفل، أصعب وأكثر إيلاماً بكل تأكيد من كسر قلوب الرجال، فهذه الروح الصغيرة والغضّة التي لا تزال ليّنة وتتعلم أولى خطواتها وخبراتها في الحياة، لا بدّ من أن أي حزن أو «خيبة أمل» قد تصيبها، سوف تكبر فيها كبقعة سوداء، وربما – في الكثير من الأحيان – لا يُحمد عواقب ذالك، وصورة وجه الطفل الأمريكي «تيدي مازيني» التي انتشرت مؤخراً على نطاق واسع بين رواد التواصل الإجتماعي، قد تكون خير دليل على ما سبق.
وبحسب ما نشره موقع «سكاي نيوز»، فإن صورة للطفل العابس «تيدي مازيني»، والتي تظهر أمامه فطيرة بيتزا وحوله العديد من المقاعد الفارغة، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، بسبب قصتها المؤثرة التي أثارت تعاطف العامة وبعض المشاهير، كانت قد نشرتها والدته «سيل مازيني»، بأحد مطاعم مدينة «توسون» في ولاية أريزونا الأميركية.
وفي تفاصيل هذه القصة المؤلمة، فقد كانت والدة الطفل «تيدي»، قد قامت بدعوة 32 طفلاً من أصدقائه في المدرسة، للاحتفال معه في عيد ميلاده السادس، ولكن المُحزن في الأمر، أنهم كانوا قد تخلفوا جميعهم عن المجيء إلى هذا الاحتفال، ما ترك الطفل المسكين، بحالة كبيرة من الحزن وبـ«خاطر مكسور»، كما يبدو على وجهه، حيث ظهر «تيدي» في الصورة التي التقطتها والدته حزيناً وجالساً على طاولة طويلة بأحد مطاعم البيتزا في المدينة، وحوله كانت تظهر صحون عيد الميلاد موزعة على الطاولة، ولكن المقاعد كانت جميعها خاوية من أي طفل.
بعد هذه الحادثة التي آلمت ابنها، نشرت «سيل مازيني»، والدة «تيدي»، الصورة «الحزينة» التي التقطتها على صفحتها الشخصية على موقع «فيسبوك» وكتبت تعليقاً عليها جاء فيه: «البعض اعتذر عن الحضور، ولكن الجميع لم يحضر. لن أقيم حفلات عيد الميلاد بعد الآن».
الصورة لاقت انتشاراً بشكل كبير وواسع على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تلبث أن لاقت بعض ردود الأفعال من المشاهير الذين وصلتهم الصورة، وتأثروا بهذه القصة، حيث قرر فريق «فينكس صنز» الذي ينافس بالدوري الأميركي لكرة السلة، دعوة «تيدي» لحضور إحدى مبارياته في الدوري بشكل مجاني، احتفالاً بعيد ميلاده.
كما قام منتج الأغاني الشهير «دي جي خالد»، بإرسال تمنياته للطفل الصغير «تيدي» بعيد ميلاد سعيد على موقع «إنستغرام»، حيث كتب في منشور: «كل عام وأنت بخير أيها الملك تيدي». ويُشار إلى أنه على الرغم من ردود الفعل المتعاطفة لما حدث مع الطفل الأمريكي، فقد أكدت والدة الطفل أنها نادمة أشد الندم على نشرها الصورة، وتعريض ابنها لهذه الشهرة «غير المرغوبة» بهذا العمر الصغير.