أعلنت وكالة الفضاء الأميركية «نـاسـا»، بأن المركبة الإستكشافية «أبرتونيتي Opportunity»، التي تم إرسالها لاستكشاف كوكب المريخ قبل أكثر من 14 عاماً، لن تعود إلى الأرض على الإطلاق، وذلك بعد أن تم فقدان الاتصال بها منذ قرابة الـ 4 أشهر، خلال شهر حزيران / يونيو الماضي، بعد أن حوصرت بعاصفة ترابية شديدة هبت على سطح الكوكب الأحمر، بحسب ما ذكرته صحيفة الـ«ديلي ميل Daily Mail» البريطانية.
وبحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية، فإن المركبة الفضائية الاستكشافية «أبرتونيتي Opportunity»، كانت تتمركز عند حافة فوهة «إنديفير Endeavour» البركانية في كوكب المريخ. وبعد أن هدأت الأجواء العاصفة أخيراً في منتصف شهر أيلول / سبتمبر الماضي 2018، وبدأت وكالة «ناسا» برنامج استماع كان مدته 6 أسابيع لاختبار وتلقي البيانات من المركبة المفقودة. وعلى الرغم من ذلك، كانت صلاحية المركبة قد اقتربت من نهايتها بالفعل، وبقي الـ«روبوت» الذي يعمل بالطاقة الشمسية خاملاً، حيث أن العلماء يستعدون لوقف محاولات الاتصال به خلال الأيام القادمة.
ومن جهتها، أكدت «لوري غلاز»، التي تشغل منصب مديرة قسم علوم الكواكب في وكالة «ناسا» الفضائية، أن محاولات استعادة المركبة من خلال إرسال إشارات يومية سوف تتوقف، وهو الأمر الذي يدل على فقدانها المركبة الإستكشافية الشهيرة إلى الأبد، على الرغم من تصريحات سابقة لها بأن جهود استعادة المركبة قد تستمر «لأسبوع أو أسبوعين آخرين»، وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام عن «غلاز»، بأنه: «ربما وصلت البطاريات لدرجة برودة شديدة أكثر مما قد تتحمله المركبة الصغيرة»، وفقاً لصحيفة «ذي تايمز The Times» الأمريكية.
وبدوره، قال «مايك ستاب»، مهندس الأنظمة ومدير الطيران في الوكالة الأمريكية: «لقد كانت الأيام القليلة الماضية مليئة بالمشاعر المتقلبة. نحاول جميعاً القيام بما نعتقد أنه صحيح». ورغم كل ذلك، كانت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، قد قالت إنها لم تحدد أي مواعيد نهائية لوقف محاولات الاتصال.
المركبة العجوز انتهى عمرها الإفتراضي..
وبحسب ما نقلته صحيفة الـ«ديلي ميل Daily Mail» البريطانية، أنه حتى الآن، تجاوزت المركبة «أبرتونيتي» الاستكشافية عمرها الإفتراضي المُتوقع عدة مرات، وذلك كونها كانت قد صُممت هي وتوأمها المركبة «سبيريت Spirit»، لتعمل لمدة 90 يوماً فقط على سطح المريخ، مع احتمال أن يتسبب الشتاء القارس، والعواصف الترابية على سطح الكوكب في تعطيل مهامهما.
ومن الجدير بالذكر، أن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، كانت قد أطلقت المركبة الاستكشافية «أبرتونيتي» كجزء من برنامج يُدعى «مارس إكسبوريشن روفير Mars Exploration Rover»، أو «مركبة استكشاف المريخ» خلال العام 2004، حيث كانت قد هبطت المركبة في سهل يسميه العلماء «ميريدياني بلانوم Meridiani Planum»، يتواجد بالقرب من خط استواء كوكب المريخ، في تاريخ 25 كانون الثاني / يناير من العام 2004.
كما أن هذه المركبة الإستكشافية التي كانت تعد من أهم وسائل اكتشاف الكوكب الأحمر، استمرت بالعمل قرابة الـ 15 عاماً، حتى كان آخر اتصال معها في تاريخ 10 حزيران / يونيو الماضي 2018، قبل تعطلها بسبب العاصفة الترابية، واستكشفت «أبرتونيتي» خلال حياتها، فوهتين بركانيتين على سطح الكوكب الأحمر، هما «فيكتوريا Victoria» و«إنديفير Endeavour»، كما عثرت على العديد من الأدلة على وجود الماء على سطح المريخ. وأجرت وكالة «ناسا» العديد من التحديثات على المركبة الفضائية منذ هبوطها على سطح الكوكب، مثل تزويدها بذاكرة فلاشية.