أجواء جميلة عاشها الجمهور في الندوة التي أقامتها مجلة "سيدتي" في أبراج الإمارات في مطعم "فلو"، في دبي والتي حملت عنوان: "مواكبة التكنولوجيا والحفاظ على سلامتنا الصحية والاجتماعية" وقد شارك الحضور في بداية الندوة بتجربة فريدة تمثلت بإغلاق هواتفهم الذكية لمدة ساعة كاملة وذلك لتسليط الضوء على قضية التعلق المفرط بأجهزة التواصل، وأهمها الهاتف الذكي، خاصة مع ازدياد التطور العلمي من حولنا واعتمادنا الكبير على أجهزة التواصل الرقمي، ما يؤثر على سلامتنا البدنية وعلاقاتنا الاجتماعية، حيث ننسى من حولنا في عالمنا الافتراضي، ونعيش في عزلة ونحن وسط الناس.
بدأت الندوة التي أدارتها الزميلة آمال منذر بالترحيب بالمشاركين والحضور. وناقشت عدة محاور هامة تضمنت الإدمان على استخدام الأجهزة الذكية ومدى تأثير ذلك على علاقتنا الأسرية والاجتماعية، وكيف نوفق بين مواكبة العصر والحفاظ على علاقتنا الاجتماعية بحيث لا ننفصل عن الواقع الذي نعيشه، وسلطت الضوء على دور الأسرة والمجتمع وأهمية هذا الدور لإبعاد شبح خطر هذا الادمان عن الأبناء تفادياً لإصابتهم بأمراض نحن في غنى عنها سواء نفسية أو عضوية، مثل الانطوائية أو أمراض العمود الفقري والرقبة.
سلاح ذو حدين
وعن مدى تأثير أجهزتنا الذكية رغم أهميتها على حياتنا الاجتماعية قال الخبير النفسي في وزارة التربية محمد السويدي: يجب أن نؤكد على أهمية التوازن في استخدام هذه الأدوات وتقنين استخدامها من قبل الافراد، فالتكنولوجيا في حد ذاتها مفيدة ولكن متى زاد استخدامها عن الحد أو أسيء استخدامها أصبحت مضرة بلا شك.
موظفي التكنولوجيا في خطر
وحول الأضرار الصحية للاستخدام الخاطئ للشاشات الإلكترونية، قال الدكتور إياد الصوري استشاري جراحة العظمية والعمود الفقري في مركز التداوي الطبي بأن أكثر من 30% من مراجعي عيادات العظام، هم من العاملين في وظائف مختصة بالتكنولوجيا وتابع: الأمر الأخطر يكمن في تعامل الأطغال مع هذه الأجهزة حيث يعكفون على الألعاب الإلكترونية عدة ساعات ما يؤدي إلى أصابتهم بآلام في العمود الفقري والديسك فيما لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات.
هل أبنائنا في خطر
الخطر الأكبر هو أن الأمر لم يعد يعنينا وحدنا بل كذلك أبنائنا وهذا ما أكده فيصل الشمري رئيس جمعية الإمارات لحماية حقوق الطفل، بقوله: يقبل الأطفال على استعمال الاجهزة الالكترونية بشغف، حتى فاقت ساعات الاستخدام الحد المسموح به صحياً واجتماعياً، وتابع: مخاطر التقنيات الحديثة، تتشعب، فجزء منها يتعلق بالتواصل مع الأشخاص الخطرين، والمتخصصين في عملية استدراج الطفل، ومن ناحية أخرى هناك خطر المحتوى غير اللائق الذي قد يشاهده الطفل عبر شبكة الأنترنت.
مسؤولية الأمهات
وحول دور الأمهات في تقنين استخدام أطفالها لهذه الأجهزة أوضحت موزة الشومي، عضوة جمعية الإمارات لحماية حقوق الطفل بأن السبب الرئيس في إدمان الأطفال للأجهزة الالكترونية هو الأمهات أنفسهن بالدرجة الأولى، فكثيراً ما نرى أماً تسكت طفلها بإعطائه هاتفها المتحرك وتتسائل الشومي، لماذا لا تقوم بإحتضانه واحتوائه عوضا عن إعطائه شاشة الكترونية،
وقد اختلفت معها نهى الكسواني من مؤسسة محمد بن راشد للإسكان قسم الاتصال المؤسسي، فهي ترى بأن التربية مشتركة بين الأبوين، وبأن دور الأب رئيسي في تربية الأبناء والرقابة عليهم خاصة في حال الأبناء الذكور، وغيابه لساعات طويلة عن المنزل ربما يسبب خللاً في منظومة العلاقة بين الأم وأبنائها الذكور. وترى الكسواني أن الأجواء المتوترة في المنزل تدفع الأطفال للهرب إلى الأجهزة الذكية ومواقع التواصل.
هل نقتحم خصوصيات أبنائنا؟
حول التدخل في خصصيات أبنائنا لحمايتهم، نصح الدكتور إياد الصوري بضرورة اقتحام عزلة الطفل وتقنين استخدامه للشاشات بطرق ذكية من دون أن نشعره بأننا نريد الحد من حريته. واستلمت موزة الشومي دفة الحديث قائلة: إذا كانت المشكلة تتعلق بالطفل فيجب التدخل الفوري ومحاسبة الأسرة قانونياً عن الاهمال من خلال التشريعات.
ويرى فيصل الشمري بأنه يجب أن يتم تصنيف المحتوى الذي يشاهده الأطفال عبر هذه الوسائل بحسب أعمارهم مثل منعهم حتى سن معين من مشاهدة افلام الرعب على سبيل المثال,
لهذا لم أغلق موبايلي
وسألنا الفنان الإماراتي عبد الله الجفالي لماذا لم يشارك في تجربة سيدتي عند بدء الندوة ولم يغلق هاتفه المتحرك، فأجابنا بأسلوبه الفكاهي المعهود: منذ 3 أشهر قمت بقطع الانترنت عن هاتفي وأصبحت أستخدمه فقط لاصدار واستقبال المكالمات، كما أنني أحظر استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة خلال أوقات البروفات وتصوير الأعمال الفنية، فأنا أؤمن بالمتابعة الواقعية وليس الافتراضية.
طالعوا المزيد من اخبار الندوة
وكذلك تابعوا التفاصيل كاملة قريباً في مجلة سيدتي.
في ندوة "سيدتي" موازنة بين التكنولوجيا وسلامتنا
- ثقافة وفنون
- سيدتي - هدير ريحان
- 01 نوفمبر 2018