كم عمرك؟ كم وزنك؟ كم طولك؟ كم راتبك؟ هي أسئلة تتعلق جميعها بالأرقام، والتي قد تصبح لدى البعض محوراً لذاك الفضول الذي يدفع الآخرين لتدخلهم بما لا يعنيهم والانشغال به، وغالباً ما تسبب الكثير من الإحراج والمضايقات، الأمر الذي يستفز الجميع نساءً كانوا أو رجالاً، فما الأرقام المستفزة والتي تسبب الكثير من الحساسية؟؟ وهل الأرقام التي تغيظ النساء هي ذاتها التي تثير حفيظة الرجال؟
بدايةً يعلق الكاتب والروائي «عماد اليماني» على هذا السؤال قائلاً: «أكره من يسألني عن حسابي البنكي وكم يحتوي من مبالغ نقدية، وتستفزني عبارة «كم رصيدك»، وكأنه إن نقص ما أملك فسيعوضني بدلاً منه أو حسد «عيني عينك» كفانا الله شرهم».
موقف لا أنساه
وبالنسبة لـ«هاني العبدلي» فلا يمتنع عن إجابة أي سؤال باستثناء سؤال يستفزه بشدة، ويضيف قائلاً: «ليس هناك ما يستفزني ويغيظني أكثر من سؤالي عن راتبي، أذكر في مرة سألني أحد الأصدقاء عن قيمة ما أقبضه كل شهر، فأجبته بكل بساطة ومن دون أي تفاصيل «الحمد لله زين». فألح عليّ بالسؤال، عندها أخبرته تصريفاً لإلحاحه أنني أقبض 1500 ريال، فتفاجأ وقال إنه قليل جداً، وبعد فترة عاد لي وهو يقول إنه دبّر لي وظيفة في مستشفى براتب أفضل يصل إلى 6000».
أُحرج من وزني
بينما الإعلامية «إيمان الرجب» تشعر ببعض الإحراج إذا وقفت على الميزان، وتقول: «أنا لا أخفي وزني أبداً، ولكني أفضل ألا يسألني أحد عنه، خصوصاً بعد اكتسابي مؤخراً بضعة كيلو غرامات، فعندما أرد على السؤال أكون محبطة من الداخل، حتى أنني إذا صعدت الميزان واقترب زوجي مني أسارع بالنزول قبل وصوله؛ كي لا يلاحظ تلك الزيادة ولو كانت بسيطة، ولن يهدأ بالي؛ حتى أخسر ما كسبته من جديد».
أكبر من سني
أما الطالبة الجامعية «لمياء سليمان» فلا تحب ذكر عمرها أمام أحد، وتقول: «لا أحب أن أقول عمري أمام أحد، ولا أن أسأل عنه، خصوصاً في الجامعة، فدراستي في مصر جعلتني أشعر بأنني أكبر بكثير من عمري على الرغم من صغر سني، فجميع صديقاتي الطالبات مرتبطات إما بزواج وإما خطوبة، وبعضهنّ لديهنّ أطفال، وعندما أقول لأحد أنني أبلغ من العمر 23 عاماً يشعرونني بأنّ قطار الزواج قد فاتني منذ زمن بعيد، وهذا شعور محبط كوننا في السعودية لا نتزوج بهذا العمر».
الأرقام تجلب الحظ والشهرة
لا يرى الإعلامي «عمار محمد» حب الناس للتميز مبرراً لهم في إيمانهم بأنّ أرقاماً معينة تجلب الحظ والسعادة، فيقول: «من وجهة نظري أعتقد أنّ ما يتداوله الشباب والشخصيات البارزة من رجال المال والأعمال من اختيار أرقام مميزة للوحات سياراتهم وأرقام هواتفهم وتواريخ عقد نكاحهم من الأمور الجنونية التي تستفزني بشدة، وأعدّها دافعاً للشهرة غير المبررة».
مقاس قدمي يشتتني
فيما الإعلامية «دانا دلقموني» فإنها تشعر بالإحراج أمام صديقاتها وتجار محلات الأحذية، حيث تقول: «في كل مرة أذهب فيها لشراء حذاء جديد أشعر بنفس الضيق؛ وذلك كون قياس قدمي محيراً، إذ يقع بين مقاسين، فأدخل المحل وأسأل أولاً هل لديك أحذية «مقاس ونصف» قبل أن أبدأ بتأمل البضاعة واختيار ما يحلو لي، كما أنني لا أحب أن يسألني أحد عن مقاس قدمي؛ كي لا أقع في الموقف نفسه كالمعارف والأصدقاء أيضاً».
التحليل النفسي
- أكد الاستشاري النفسي الدكتور «محمد القحطاني» أنّ مفهوم الذات يختلف للرجل عنه للأنثى، وذلك بأنّ الرجل يركز دوماً على مصدر القوة لديه، ويعدّها تكمن بوضعه المادي والاقتصادي وما لديه من أملاك ونقد، ويراه أمراً أساسيّاً ليكتمل رضاه عن نفسه، حتى لو اضطر أحياناً للكذب وتغيير الحقائق؛ حتى لا يشعر بالنقص أو الضعف.
وأهم ما يستفزه سؤال الآخرين له عن أي رقم يخص أمواله من مكافأة نهاية الشهر أو أرصدة بنكية أو مهر عروس أو حتى أجرة منزل، أما بالنسبة للمرأة فمفهوم الذات لديها يعتمد بشكل كبير على مظهرها الخارجي، ويشكل هاجساً بالنسبة لها، فتحرص على أن تبدو دوماً أصغر سنّاً وأكثر جمالاً، حتى لو اضطرت أن تدفع جميع ما تملك لتحصل على عمليات التجميل وأدوات الجمال والشعر والملابس والإكسسوارات والماكياج وغيرها، فتحرص على إخفاء عمرها ووزنها، وعدد مرات إنجابها، وعدد عمليات التجميل التي خضعت لها، وكل ما يمكن أن يمس جوانب الأنوثة في نظرها، على عكس الرجل الذي يمكن أن يهتم بمظهره، لكنه بالمقارنة مع وضعه المادي فإنّ الكلفة المادية ترجح لديه».
وفي دراسة استطلاعية أجرتها جامعة الملك سعود بالرياض أكدت أن تكلفة تجميل العرائس أصبحت تمثل عبئاً إضافياً على تكاليف الزواج، حيث تصل تكلفة تدخل خبير التجميل لتعديل بسيط جداً إلى نحو 10 آلاف ريال وأكثر، وذلك حسب نوع العملية.
استبيان
في استبيان أجريناه على 100 سيدة و100 رجل ظهرت النتائج الآتية:
الرجال
65 % من الرجال يخفون رواتبهم الشهرية.
20 % منهم يخفون أرصدتهم البنكية.
10 % يخفون الديون المتراكمة عليهم.
5 % يخفون أوزانهم وأعمارهم الحقيقية.
النساء
85 % من النساء يخفين أعمارهن.
10 % يخفين أوزانهن .
5 % يخفين عدد أطفالهن.