مسلسل الكوارث الطبيعية يبدو أنه مع تغيرات المناخ وتلوث الهواء، والطبيعة لا يمكن أن ينتهي، وينتظر البشر كارثة طبيعية جديدة حسبما يؤكد العلماء، قادمة هذه المرة من صقلية.
يعد جبل «إتنا» الواقع في جزيرة «صقلية» الإيطالية على ارتفاع 3330 متراً، واحداً من أكثر البراكين نشاطاً في العالم، إلا أن ذلك ليس الشيء الوحيد الذي يثير مخاوف العلماء، حيث حذرت دراسة جديدة من احتمال انزلاق الجبل في البحر.
وفي حال تحققت توقعات العلماء، فإن انزلاق الجبل سيتسبب بتسونامي هائل، بمقدوره تدمير جزء كبير من المناطق الممتدة شرقي البحر الأبيض المتوسط.
ونقلت «سي إن بي سي» عن موريليا أورلوب، الباحثة في مركز جيومار هيلمهولتز لأبحاث المحيط، في مدينة كيل بألمانيا، قولها: «تسحب الجاذبية الجبل نحو الأسفل بقوة، ومن الممكن أن يسحب بسهولة باتجاه البحر، حيث لا يوجد أي شيء لإيقافه».
وسجل العلماء تحركاً بطيئاً للبركان منذ تسعينيات القرن الماضي، إلا أن أورلوب وزملاءها استخدموا شبكة من الحسّاسات تحت الماء على امتداد القسم الجنوبي الشرقي للبركان، للحصول على تقييم دقيق بشأن حركته المتقدمة.
وينزلق جبل «إتنا» بمعدل يتراوح بين 2 إلى 3 سنتيمترات سنوياً، وفقا للبيانات التي نشرها الباحثون في شهر أكتوبر الماضي، كما رصدت الحسّاسات حركة في أجزاء بعيدة عن مركز النشاط البركاني، الأمر الذي يستبعد فرضية أن تكون «الماغما» أو المواد المنصهرة، هي المسؤولة عن حركة الجبل.
واستبعد فريق الباحثين احتمالية الانزلاق السريع للجبل نحو البحر، مؤكدين على أن مثل هذه الانهيارات شائعة في دورة حياة البراكين، وخصوصاً مع بركان مثل «إتنا»، الذي يقدّر عمره بـ 500 ألف عام.
وبالرغم من تطمينات العلماء، إلا أن التاريخ سجل حالات لانهيارات بركانية مفاجئة وسريعة، ففي مايو من عام 1980، انهارت الجهة الشمالية لجبل سانت هيلين بولاية واشنطن، على إثر هزة أرضية بلغت شدتها 5.1 على مقياس ريختر، وتسببت بانزلاقات أسفرت عن وفاة 57 شخصاً وخسائر اقتصادية بلغت قيمتها 1.1 مليار دولار.
ورغم وقوع ضحايا لحمم جبل إتنا البركانية، فإنه مقصد عدد كبير من الأوروبيين للتزلج على الجليد بجواره في الشتاء، ولرؤية فوهاته البركانية الخامدة، وقلة محظوظة من شعرت بالمغامرة واقتراب الخطر عند انفجار حممه النارية بالقرب منها، واستطاعت النجاة بأعجوبة.