ربما من الممكن أن نعتبر الأشخاص العاملين في هذا المجال، بأنهم «الجنود المجهولون»، الذين يحاولون جاهدين أن تكون حياتنا أسهل وأكثر تنظيماً، إذ يعتبر «التخطيط العمراني»، واحداً من أبرز المجالات في عصرنا الحديث، الذي تتسع فيه رقعة المدن والعمران في كل مكان على وجه الأرض، ويهدف إلى تقييم الحياة العمرانية والريفية، وإيجاد حلول هندسية للمشاكل التي نواجهها، كالتضخم السكاني، العشوائيات، أزمات المرور، تنظيم الحركة بين السكان والخدمات.
وعليه، كان لا بد لنا من الاحتفال وتقدير جهود هؤلاء الجنود المجهولين، لذلك تم الإعلان عن «اليوم العالمي للعمران»، أو الذي يُسمى أيضاً بـ «اليوم العالمي للتخطيط العمراني»، والذي يُصادف يوم 8 تشرين الثاني / نوفمبر من كل عام، وتحتفل به 30 دولة مختلفة في أربع قارات من العالم، حيث تم تخصيصه، لتشجيع وتعزيز دور التخطيط في خلق مجتمعات صالحة للعيش في كوكبنا.
الشرارة التي أطلقها «كارلوس ماريا ديلا باوليرا»..
تأسست المنظمة الدولية لليوم العالمي الحضري، أو «يوم تخطيط المدن العالمي»، خلال العام 1949، على يد البروفيسور الأرجنتيني «كارلوس ماريا ديلا باوليرا»، من جامعة «بيونس آيريس» في العاصمة الأرجنتينية، وكان يهدف «ديلا باوليرا» من خلال ذلك إلى لفت الانتباه العالمي، وتقديم التقدير اللازم لمهنة التخطيط والعاملين فيها، إذ أنه يعد يوماً خاصاً للاعتراف بالدور التخطيطي وتعزيزه في إنشاء مجتمعات صالحة للعيش.
كما يُمثل هذا اليوم العالمي، فرصة سانحة ومهمة للنظر في التخطيط من منظور عالمي واسع، ولفت انتباه ووعي المواطنين والسلطات العامة في جميع الدول إلى الأثر البيئي الناتج عن تنمية المدن والأقاليم. بالإضافة إلى تشجيع العاملين في مجال التخطيط العمراني للعمل على إيجاد حلول جديدة وفعّالة للتحديات التي تواجه المجتمعات للعيش الرغيد والتطور المستدام في جميع إنحاء العالم.
لهذا نحتفل باليوم العالمي للعمران..
وبحسب ما نشره «المعهد الكندي للمخططين» على موقع الإلكتروني احتفالاً بهذا اليوم للعام الجاري 2018، أن أهميته تكمن في جذب الانتباه إلى الأهداف والغايات من التخطيط العمراني، والتقدم من خلال التخطيط الحضري والإقليمي في جميع أنحاء المعمورة. كما أنه فرصة لتسليط الضوء على الإسهامات القيمة للتخطيط السليم الذي قدمه المخططون، ومشاريع التخطيط لتنمية وتحفيز التنمية المستدامة للمستوطنات البشرية وبيئتهم، وأيضاً للعمل على نشر العديد من المُثل والمبادئ الخاصة بالتخطيط الحضري والإقليمي، ليس فقط داخل المهنة، ولكن أيضاً في أوساط عامة الجمهور.
وبحسب المعهد الكندي للمخططين، فإنه احتفالاً بهذا اليوم، بدأت خلال هذا الأسبوع عدد من الفعاليات والأنشطة المختصة، إذ أن ومنذ يوم 5 تشرين الثاني / نوفمبر وحتى يوم 9 من الشهر نفسه، سيتم عقد مؤتمر عبر شبكة الإنترنت، يقدم العديد من العروض حول قضايا التخطيط الهامة والابتكارات من كندا وحول العالم، مع إطلاق العديد من الدعوات للمشاركة العامة والشاملة لجميع من يرغب من المخططين في هذا المؤتمر العالمي.