لأن العلوم هي الأساس والعامود الفقري لحياتنا، ولأن السلام هو الفكرة الكبيرة التي نسعى إلى تحقيقها في عالمنا منذ فجر التاريخ، للانتهاء من كل هذه النزاعات والحروب، حتى يأتي هذه اليوم في المستقبل، الذي نحتفل فيه بالقضاء على الفقر والجهل وغيرها من معيقات تقدم الأمم وأسباب تخلفها، كان لا بد من الجمع بين هذين الأمرين المهمين، العلم والسلام، لذلك قررت الأمم المتحدة أن تحتفل بهما معاً على أمل أن يصير العالم مكاناً أكثر مُلاءمة للعيش.
الاحتفال بهذا اليوم منذ 17 عاماً
وفي تاريخ 10 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، يحتفل العالم كله بـ«اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية»، والذي بدأ الاحتفال به قبل 17 عاماً، وعلى وجه التحديد خلال العام 2001، وذلك عندما قامت منظمة الـ«يونيسكو» التابعة للأمم المتحدة، بتحديد هذا التاريخ ليكون يوماً يحتفل العالم كله بالعلوم من أجل السلام والتنمية، وكان قد جرى تنظيم هذا الحدث السنوي على سبيل متابعة المؤتمر العالمي للعلوم، الذي اشتركت في تنظيمه الـ«يونسكو» نفسها، إلى جانب المجلس الدولي للعلوم في مدينة بودابست في المجر خلال العام 1999.
وبحسب ما نشرته منظمة الـ«يونسكو»، عبر صفحتها على الإنترنت فإن هذا اليوم يتيح الفرصة لإعادة التأكيد في كل عام، على التزام المنظمة الأممية بتحقيق الأهداف المعلنة في إحدى الوثيقتين المترابطتين اللتين اعتمدهما المؤتمر العالمي للعلوم، الإعلان بشأن العلوم واستخدام المعارف العلمية، ومتابعة التوصيات التي يتضمنها جدول أعمال المؤتمر في مجال العلوم.
الأمم المتحدة تحتفل بهذا اليوم للعام 2018
وعبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، احتفلت الأمم المتحدة بـ«اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية» لهذا العام الجاري 2018، مؤكدة على أن أهمية الاحتفال بهذا اليوم العالمي، بسبب تركيزه وتسليطه الضوء على الدور الهام الذي يؤديه العلم في المجتمع، والحاجة إلى إشراك جمهور أوسع في المناقشات المتعلقة بالقضايا العلمية الجديدة، كما أن هذا اليوم يؤكد على أهمية العلم في حياتنا اليومية.
وأشارت الأمم المتحدة، إلى أن هذا اليوم يهدف من خلال ربط العلم على نحو أوثق مع المجتمع، إلى ضمان اطلاع المواطنين على التطورات في مجال العلم، كما أنه يؤكد على الدور الذي يقوم به العلماء في توسيع فهمنا لهذا الكوكب الهائل والملقب ببيتنا الكبير وفي جعل مجتمعاتنا أكثر استدامة. وأضافت أن هذا اليوم يتيح الفرصة لتعبئة جميع الجهات الفاعلة حول موضوع العلم من أجل السلام والتنمية، من المسؤولين الحكوميين إلى وسائط الإعلام إلى تلاميذ المدارس. وتشجع الـ«يونسكو» بقوة، الجميع على المشاركة في الاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية وذلك بتنظيم الحدث أو النشاط الخاص بك في هذا اليوم.
«العلم بوصفه حقاً من حقوق الإنسان».. موضوع هذا العام 2018
وكانت الأمم المتحدة، قد حددت «العلم بوصفه حقاً من حقوق الإنسان»، موضوعاً للاحتفال باليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية لهذا العام الجاري 2018، وذلك احتفاء بالذكرى السنوية الـ70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي تنص المادة رقم 27 منه على أن: «لكلِّ شخص حقُّ المشاركة الحرَّة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدُّم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه»، بالإضافة إلى أنه «لكلِّ شخص حقٌّ في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه»، كما يدعو هذا الموضوع إلى أن يشارك الجميع في العلوم وأن يستفيدوا منها، وهو الأمر الذي سيثير نقاشاً عالمياً بشأن السبل المتاحة لتحسين مجال العلوم وكيفية الاستفادة منها في التنمية المستدامة.
أهداف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية:
وأوضحت الأمم المتحدة، أن أهداف اليوم العالمي للعلوم من أجل السلام والتنمية، تتلخص بتعزيز الوعي العام بدور العلم في المجتمعات السلمية والمستدامة، وتعزيز التضامن الوطني والدولي من أجل العلم المشترك بين البلدان، بالإضافة إلى تجديد الالتزام الوطني والدولي باستخدام العلم لصالح المجتمعات، كما أنه للفت الانتباه إلى التحديات التي يواجهها العلم ورفع الدعم للمسعى العلمي.