انتشر وباء البدانة والسرطان والخرف وأمراض القلب والسكري في كثير من الدول، بعد أن أصبحت الكربوهيدرات، وعلى قائمتها السكر، مهيمنة على النظام الغذائي للصغار والكبار.
«سيدتي» تعود بنا إلى الوراء للتعرف على الأصول القديمة للسكر، كيف نمت وأصبحت تهديدًا وشيكًا على مجتمعاتنا وصحتنا.
البداية
كان قصب السكر في بداية الأمر عبارة عن محصول «علف» يستخدم لتسمين المواشي، على الرغم من أن البشر قد كانوا يمضغون سيقانه من وقت لآخر.
وتشير الدلائل إلى أن قصب السكر تطور وانتشر في جنوب شرق آسيا، ثم انتشر المحصول حول المحيط الهادي الشرقي، والمحيط الهندي منذ حوالي 3500 سنة.
وظهر السكر على الساحة لأول مرة وهو مكرر كيميائيًا في الهند قبل حوالي 2500 سنة، ومن هناك انتشرت التقنية شرقًا نحو الصين، وغربًا نحو بلاد فارس والعالم الإسلامي، ووصلت في نهاية المطاف إلى البحر الأبيض المتوسط في القرن الثالث عشر، حيث أصبحت قبرص وصقلية مراكز مهمة لإنتاج السكر.
بداية التجارة فيه
كانت جزيرة ماديرا الأطلسية هي المكان الأول لزراعة قصب السكر بشكل صريح؛ من أجل التجارة على نطاق واسع، وكان ذلك في أواخر القرن الخامس عشر، بعد ذلك جاء البرتغاليون الذين اكتشفوا ظروفًا جديدةً مناسبة لزراعة السكر في البرازيل، وعليها تم تأسيس اقتصاد زراعي قائم على العبيد في تلك الفترة، ثم تم إدخال قصب السكر البرازيلي في منطقة البحر الكاريبي قبل عام 1647 بوقت قصير، كل ذلك أدى إلى نمو الصناعة التي جاءت لتغذية جنون السكر في غرب أوروبا.
آفة العصر
تم إنتاج السكر في البداية، وكان ينظر له على أساس أنه مفيد للصحة، إلا أن الاستهلاك المفاجئ والكبير له من منتصف القرن السابع عشر، وما بعده، هو الذي أوجد المخاطر الصحية التي ارتبط بها اليوم.
وفي القرن الحادي والعشرين أصبح السكر من أقوى الآفات المماثلة له، كالتبغ أو حتى الكحول، فهو مسؤول عن حوالي 20% من محتوى السعرات الحرارية في الوجبات الغذائية الحديثة.
اليوم العالمي للسكري
قامت منظمة الصحة العالمية بإنشاء اليوم العالمي للسكري؛ نظرًا لأهمية المرض وسرعة انتشاره في الآونة الأخيرة.
وتم إنشاء اليوم العالمي للسكري في يوم 14 من نوفمبر عام 1991 من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، والذي يهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة من أجل منع مرض السكري من الانتشار، والحد من أضراره على المرضى، وذلك عن طريق بحث تقنيات جديدة للعلاج، وكذلك بالتوعية بأهمية ممارسة النشاط البدني، والتأكد من توفير الرعاية الطبية للمصابين به.