ما تزال «كاليفورنيا» في الولايات المتحدة الأمريكية، تعيش أضرار الكارثة التي ضربتها، عقب اندلاع حريقين هائلين في عدد من مناطقها، وخلال اليومين الماضيين، وصلت قوات من الحرس الوطني، للمساعدة في البحث عن مزيد من الضحايا بين الأنقاض المتفحمة والدمار الكبير الذي خلفه هذان الحريقان، حيث كانت بلدة «باراديس» في شمالي كاليفورنيا المتضرر الأول والأبرز، فيما اعتبر أسوأ حرائق الغابات في تاريخ الولاية، من حيث عدد الوفيات والدمار الذي ألحقه.
وبهدف العثور على المفقودين في هذه الكارثة، إن كانوا من الأحياء أو جثث الذين لاقوا حتفهم، أرسل الحرس الوطني يوم الأربعاء الماضي 14 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، كتيبة مؤلفة من نحو 100 فرد من أفراد الشرطة العسكرية المدربين باحترافية على البحث والتعرف على الرفات البشري، بالإضافة إلى فرق يقودها خبراء في الطب الشرعي إلى جانب الكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف الجثث، والتي بدأت تجوب الأنقاض الخالية من الحياة بعد الحريق الذي أودى بحياة 48 شخصاً على الأقل، وذلك بحسب ما نشره موقع «عرب بوست».
أطباء شرعيون وكلاب مدربة للبحث عن رفات الضحايا
وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مرعباً، خاصة لأهالي الضحايا، إلا أن فرق البحث المكونة من الأطباء الشرعيين الذين يرتدون الملابس البيضاء، والذين تعاونهم كلاب بوليسية بدأت البحث خلال اليومين الماضيين عن أي «جماجم» و«رفــات» أخرى من أجساد الضحايا - أو ما تبقى منها - بين الأنقاض المتفحمة في حرائق غابات كاليفورنيا الأخيرة والأسوأ في تاريخها.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فقد تركزت جهود البحث على القليل الذي تبقى من «باراديس»، وذلك كونها البلدة الأشد تضرراً في هذه الحرائق. ومن جانبه، أكد «كوري هونيا»، وهو رئيس مقاطعة «بيوت»، إن هناك 228 شخصاً فقدوا، مضيفاً أن الأقارب والأصدقاء أعربوا عن مخاوفهم إزاء الأماكن التي يوجد بها ما يقارب الـ 1300 شخص لا يزالون في عداد المفقودين والمجهولة مصائرهم حتى هذه اللحظة، وتابع «هونيا» أن مكتبه يتحقق من وضع هؤلاء السكان.
حريق الغابات الأسوأ في تاريخ الولاية
ومن الجدير بالذكر، أن عدد الذين لاقوا حتفهم وتم تسجيلهم إلى هذه اللحظة في الكارثة، كان قد بلغ 48 قتيلاً، وهو يعد قرابة الضعف من العدد القياسي السابق للقتلى في حريق واحد في ولاية كاليفورنيا، الذي كان يبلغ قرابة الـ 29 شخصاً لقوا حتفهم في حريق «جريفيث بارك» في لوس أنجلوس خلال العام 1933، الذي وقع قبل 85 عاماً، ويُشار إلى أنه في هذا الحريق الحالي، لا يزال أكثر من 50 ألفاً من سكان المنطقة يخضعون لأوامر إجلاء.