على الرغم من أننا نعيش في الألفية الثالثة، وفي العالم 2018، وبالرغم من كل ما وصل إليه البشر من تطور وتكنولوجيا، واختراعات عديدة جعلت العالم بشكل فعلي عبارة عن «قرية صغيرة»، إلا أنّ بعض الأشخاص ما زالوا يعيشون في عصور مظلمة من التاريخ، رغم أنهم بيننا، ومؤخرًا أثارت حادثة وقعت بأحد أكبر وأشهر مطاعم الوجبات السريعة على مستوى العالم، غضبًا عارمًا وسخطًا كبيرًا على إدارة أحد فروع هذه السلسلة الشهيرة في ولاية «مينيسوتا»، شرقي الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي التفاصيل التي نقلها عدد من وسائل الإعلام العالمية، ومن بينها موقع «بزنس إنسايدر»، قامت إحدى الموظفات العاملات في هذا المطعم، بطرد عدد من الشبان والفتيات المراهقين من ذوي البشرة السمراء، بينهم فتيات «محجبات»، بطريقة غير لائقة أبدًا، كما أنها كالت عليهم الكثير من الشتائم والألفاظ العنصرية، وهو الأمر الذي أثار استياء كل الموجودين في المكان.
وبدأ الأمر بعد أن قام رجل أمريكي، بتوجيه العديد من التعليقات والألفاظ العنصرية الجارحة بحق المراهقين، لتقوم الموظفة بعدها بالأمر نفسه، محاولة طردهم من المكان، على الرغم من إبداء تخوفهم لها من الرجل الذي قالوا إنه يحمل مسدسًا، وأنه يشكل خطرًا عليهم.
وكانت «فريدة عثمان»، إحدى الشابات اللواتي تعرّضن للهجوم، قد قالت لوسائل إعلام أمريكية: "كنا نحاول طلب الطعام فقط، عندما بدأ رجل بتوجيه تعليقات عنصرية لنا، وأخرج المسدس على الشبان الذين كانوا معنا، أما الموظفة فقد أرادت رمينا خارجًا على الرغم من معرفتها بالخطر الذي كان ينتظرنا."
أثار هذا الموقف العنصري، استياء أحد الزبائن في المطعم، الذي قام بدوره بالتدخل والطلب من الموظفة الاتصال بالشرطة فورًا، بدلًا عن رمي هؤلاء المراهقين بالخارج إلى الخطر الذي ينتظرهم، من هذا الرجل المسلح. وعندما نبّه المراهقون الموظفة إلى أنّ الرجل يحمل مسدسًا، ردت بالصراخ عليهم: "لا يهمني.. أخرجوا من متجري الآن".
وعلى الرغم من أنّ المطعم الشهير هذا، كان قد لاقى غضبًا واستياءً واسعًا من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، الذين طالبوا بتبرير لتصرف موظفته بهذه الطريقة، ومحاسبتها على ما فعلت، اكتفت إدارة المطعم بالقول فقط إنها ستحقق في هذه القضية.