ارحلي فأنت تستحقين الأفضل. تفاوت كبير يفرضه الواقع. ملاك نقي وروح شفافة ونبض صادق، وأنا حسابات ناقصة ومحاولة لم تكتمل. كنت أعتقد أنها رحلة قصيرة وتنتهي، لأكتشف أنه محيط، كلما غصت فيه اكتشفت أنه أعمق. أنت استثناء بين البشر. رأيت الوجه الجميل للحياة من خلالك. تنظرين إلى الجانب المتفائل وتمنحين الفرح لمن حولك، وتقدمين الأطيب دائماً. ما أجمل أن تكون روح الإنسان بهذا الرقي. حينما ترى هذا الجمال تعيد حساباتك لتكتشف أين موقعك، ومن أنت.
تعلمت منك أن الذكاء الحقيقي ليس كيف تأخذ أكثر، بل كيف تستمتع بما لديك. حساباتنا الخاطئة التي تجعلنا نتعامل مع الآخرين على أنها معركة تنتهي بخاسر ومنتصر. اكتشفت أننا نجهل الأساسيات، فليس بالضرورة أن يكون هناك خاسر ومنتصر. فالحياة لاتتطلب منا ذلك. وهناك مساحات شاسعة لنكون كلنا رابحين من دون أن نقتطع انتصاراتنا من حسابات الآخرين.
نجازف في قرارات متسرعة، ونكتشف أننا نتصرف وفق ما نعتقد وليس ما نرى. ولذلك نظرتنا ناقصة وانفعالية. وأنا معك أعدت حساباتي. وقررت أن أكون صادقاً مع نفسي وشفافاً معك. فعالمنا الذي تخيلناه غير موجود. عالم رسمته أنت نحتاً، ورسمته أنا وهماً. لاتسأليني كيف قادتنا الأحداث إلى هذا الطريق. القضية ليست أنت، فإنسان مثلك هو الذي يجعل الحياة أجمل ويجعل الخير موجوداً في كل مكان. وأنا أحاول أن أكون أفضل ما أستطيع، ولذلك كان قرار الرحيل.
لن أعطي مبررات، فبعض الكلام بعد القرار يصبح مجرد حواشٍ. ولحظات المصارحة هي التي تصنع التغيير. فأنا في مواجهة بين ما أنا فيه، وأن أكون الأفضل. ومحاولتي لن تقف، فالتجربة تعملنا أن نعالج أخطاءنا وأن نقوّم أنفسنا. فنحن نتاج مجتمعات تخفي ما يجب أن يقال، وتقول ما يحب أن يسمعه الآخرون. أتعلمين كم أنت رائعة؟ حتى وأنت تغادرين، تجعلين الأشخاص الذين حولك يسعون إلى الأحسن، وتفتحين أبواباً لهم ليكتشفوا أنفسهم ويكونوا أفضل.
اليوم الثامن:
أصعب لحظة صدق عندما نغادر
من نحبهم لأنهم يستحقون الأفضل.