سافر به عشقه للأزياء من الهندسة المعمارية إلى عالم الموضة.. فأسس مجلس الأزياء العربي ليرتقي بالموضة العربية إلى مستويات عالية تفوق الرقي. إنه جايكوب أبريان الذي كان لسيدتي معه هذا الحوار..
نبذة عن جايكوب أبريان
لقد تخصصت في علوم الحياة وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية. هل ستخبرنا عن السر الذي قاد بك إلى عالم الأزياء؟
ولدت والإبداع يسري في دمي. لقد كنت في الرابعة من عمري عندما صممت لأول مرة ثوباً مسائياً لعمتي (المغنية) لكي ترتديه في إحدى حفلاتها. ومع العمر، بدأت أتعلم المزيد حول هذه الصناعة، والقراءة، ودقّة الملاحظة.
تخصصت في مجال الهندسة المعمارية التي علمتني فن المنظور، وخلق النظم وإيجاد الحلول. فهي ليست صدفة أن العديد من المهندسين المعماريين قد انتهى بهم المطاف كمصممي أزياء ناجحين مثل بيير كاردان، توم فورد، ماري كاترانزو وغيرهم. وأبرز ما قمت به أثناء دراستي للهندسة المعمارية كان تصميم أكثر من 20 جناحاً لتمثيل البلدان العربية في معرض اكسبو 2015.
ما هو السبب الكامن خلف تأسيس مجلس الأزياء العربي؟
يتمتع العالم العربي بالكثير من المواهب الإبداعية، ومع ذلك إلا أن ليس لديه بنية أساسية رسمية لدعمها مقارنةً بالمؤسسات الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة، ونتيجة لذلك، لا يوجد اقتصاد مستقر يعتمد على الإبداع في الموضة والتصدير المحلي لها.
ولد مجلس الأزياء العربي رغبةً في إطلاق العنان للطاقات الكامنة خلف تحقيق الفرص الإبداعية والاقتصادية للعالم العربي. لقد استغرق الأمر سنوات عديدة لتأسيس عناصر البناء، لكنني مصمم على أنه بإمكاننا بناء بنية تحتية ناجحة، من شأنها أن تمكّن مواهبنا من النمو في بلادها بدلاً ممن السفر لتحقيق أحلامها.
لقد شعرت بالإحباط بسبب الوضع غير المستقر في بلادنا بسبب الاقتصادات غير المستدامة، وقررت إنشاء مبادرة في محاولة لتحويل اقتصادنا الإقليمي إلى اقتصاد مستدام قائم على الإبداع، وأطلقنا عليه اسم «الاقتصاد الإبداعي» الذي يعدّ رؤية مجلس الأزياء العربي 2030.
ما هي المشاريع الأخرى التي تديرها تحت مظلة مجلس الأزياء العربي؟
من المعروف أن مجلس الأزياء العربي هو منظم أسبوع الموضة العربي، والذي أصبح منصة معترف بها عالمياً للمصممين الراغبين في توسيع أعمالهم على مستوى العالم والاعتراف بها على المستوى الدولي.
إلا أن رؤية 2030 الخاصة بمجلس الأزياء العربي طويلة المدى تهدف إلى إنشاء نظام إيكولوجي للأزياء في العالم العربي، من خلال تأسيس بنية تحتية ستكون في حد ذاتها المحرك الرئيسي لتحديد مكانة المنطقة كرائد في صناعة الأزياء.
يعمل المجلس خلف الكواليس في المشاريع الصناعية لإنشاء مصانع النسيج ووحدات تصنيع الملابس في جميع أنحاء المنطقة، مما سيمكّن العلامة التجارية «Made-in-Arabia» ويسمح لنا بالتصدير على مستوى العالم. وبالإضافة إلى هذه المهمة بالغة الأهمية والتي نهدف إلى تحقيقها بحلول عام 2030، نعمل بشكل مستمر لدعم الطلاب والجامعات والمصممين لتحقيق أهدافهم.
تم استضافة أسبوع الموضة العربي الأول في دبي في أكتوبر 2015. كيف تمكنت من تحسين مركز العالم العربي على خريطة الموضة العالميّة؟
لقد تمكنّا من ذلك من خلال العمل الجاد والتركيز على الهدف النهائي. لقد وضعت معايير تتجاوز المعايير الدولية ولا أقبل بالحل الوسط.
ألهمني صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وحفزني على رسم رؤيته والعمل بها بقوة لتحقيقها. إنني أتطلع إلى أخذ أسبوع الموضة العربي إلى تجربة جديدة تماماً تفوق التوقعات، لكي تصبح مرجعاً حديثاً لأسابيع الموضة الأخرى.
ما هي الرؤية المستقبلية لجايكوب أبريان بعد إنشاء مجلس الأزياء العربي؟
تتمحور رؤيتي المستقبلية حول الفرص اللانهائية التي سيتيحها مجلس الأزياء العربي في المنطقة، بدايةً من التعليم ووصولاً إلى التصدير. فهذا التزام طويل الأمد لبناء إرث خاص بالعالم العربي.
مجلس الأزياء العربي مدعوم من قبل مجلس الأزياء في ميلانو ومجلس الأزياء البريطاني. هل يمكنك إطلاعنا على مجموعة تصاميم ريدي كوتور « Ready Coutoure» و«أيام الموضة العربية»؟
لقد كان لمجلس الأزياء العربي الحظ في الاستحواذ على اهتمام مجالس الأزياء الدولية، وبالتالي الحصول على دعمها.
تم تصميم مصطلح «ريدي كوتور» من قبل مجلس الأزياء العربي كإجابة على كل التحديات التي تواجهها صناعة الأزياء. فتراجع عملاء الهوت كوتور بسبب التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والأزمات التي شهدها العالم، أولد الحاجة إلى تنمية صناعة فاخرة ولكن بأسعار معقولة. لقد حرصنا بشدة على أن نصبح نقطة مرجعية للسوق العالمية، كما أن المصطلح «Ready Couture» يوفر لنا برنامجاً USP للتنافس على المستوى الدولي ونصبح المحور الرئيسي لـ Ready Couture على غرار باريس التي تعدّ المحور الرئيسي لـلهوت كوتور.
برأيك، ما الهدف من المشاركة في مشروع مشترك مع مؤسسات أخرى في دبي لتنظيم هكذا حدث؟
لقد كان من المنطقي تماماً توحيد أقوى المؤسسات الثقافية والاقتصادية والإنمائية في دبي من أجل تحقيق هدفنا الجماعي في وضع دبي عالمياً كعاصمة الموضة في العالم.
لقد استُهلّ أسبوع الموضة العربي في دبي، وقد حان الوقت الآن للانتقال إلى المستوى التالي؛ فالعمل معاً من أجل تحقيق هدفنا المشترك هو إستراتيجية قوية جداً لتحقيق النجاح.