تعيش تونس هذه الأيام أوضاعاً سياسيّة وأمنية استثنائية، بعد اغتيال النائب في المجلس التأسيسيّ محمد البراهمي، وبعد قتل 8 من الجنود التونسيين في "جبل الشعانبي"، الأمر الذي استدعى إعلان الحداد في البلاد.
وقد نتج عن هذا الوضع الاستثنائيّ المشحون جوّ من التوتر والريبة والخوف لدى المواطنين، ما أثّر في سير المهرجانات الصيفيّة والحفلات.
تأجيل حفلات قرطاج
فقد تمّ تأجيل بعض حفلات مهرجان قرطاج الدوليّ، فيما ارتفعت أصوات مطالبة بإلغاء كلّ المهرجانات، بسبب الأوضاع المتوتّرة التي تعيشها تونس. لكنّ البعض من التونسيين يرى أنّ إلغاء المهرجانات هو انتصار للإرهاب، وأنّه لا بدّ للحياة العادية من أن تستمرّ، بالرغم من أنّه بات مؤكّداً أنّه حتى لو تواصلت المهرجانات، فإنّ الأجواء ستكون غير عادية، والإقبال على الحفلات لن يكون كبيراً.
حفلة الافتتاح كادت أن تُلغى
وكان وزير الثقافة مهدي مبروك قد أعلن أنّه يرغب في الاستقالة، وأنّه سيعود إلى التدريس في الجامعة. وكشف الوزير أنّ حفلة افتتاح مهرجان قرطاج يوم 12 يوليو/تموز2013 كادت أن تُلغى، بعد أن رفضت "جوقة الجيش الأحمر الروسيّ" المبرمجة لحفلة الافتتاح، تقديم الحفلة، بسبب ما بلغ مسامع المسؤولين عن عدم توفّر الضمانات الأمنيّة الضروريّة، إلا أنّ السلطات التونسيّة بالتنسيق مع السفير الروسيّ في تونس بذلت جهوداً لإقناع الفرقة الروسيّة بعدم الاعتذار، ما أدى إلى انطلاق الحفلة في ظروف عاديّة، وكانت ناجحة، مثلها مثل حفلة الشاب خالد التي جرت في ظروف طيّبة؛ وكذلك كانت حفلة المطربة الفرنسيّة باتريسيا كاس يوم 28 يوليو/تموز.
ويبقى السؤال حول حفلة الفنّانة ماجدة الرومي يوم 5 أغسطس/آب وكيف ستكون؟ إلى جانب حفلة كاظم الساهر يوم 8 أغسطس؟
استقالة المدير
مع الإشارة إلى أنّ مراد الصقلي، مدير الدورة 49 لمهرجان قرطاج الحاليّة، قدّم استقالته بسبب الفوضى التي عمّت حفلة "الحضرة" للفاضل الجزيريّ، يوم 18 يوليو/تموز الماضي، إلا أنّ وزير الثقافة رفض تلك الاستقالة، فيما احتجّ موطفو وزارة الثقافة على قرار هيئة مهرجان قرطاج بعدم السماح للموظفين بحضور حفلات المهرجان مجّاناً، كما درجت عليه العادة في السّابق.
تهشيم أجهزة المراقبة
وأكّد وزير الثقافة التونسية أنّه تمّ تهشيم كلّ أجهزة المراقبة التي تمّ تركيزها عند مداخل مهرجان قرطاج، لكشف دخول المتسلّلين والراغبين في حضور الحفلات مجاناً، علماً أنّ وزارة الداخلية وأجهزتها المختصّة أعدّت خطة أمنيّة لضمان سير المهرجانات، خصوصاً مهرجان قرطاج، ومن أجل توفير كلّ أسباب أمن المتفرّجين والفنّانين.
تأجيل حفلة فارس كرم
من جهة أخرى، أعلن مدير مهرجان جزيرة "جربة" في الجنوب التونسيّ، تأجيل حفلة فارس كرم، بسبب عدم الإقبال على شراء تذاكر الحفلة، إذ اقتصر البيع على ثلاث عشرة تذكرة فقط، ما يًُرجّح إلغاء الحفلة.
الجوّ العام في تونس لا يشجّع الناس على السهر وحضور حفلات المهرجانات، وحتّى البرامج التلفزيونيّة والمسلسلات التي شهدت إقبالاً على مشاهدتها في الأسبوع الأوّل من شهر رمضان، بينما عادة نسبة المشاهدة لتنخفض، في وقت لاحق، حيث تمّ إلغاء بعض البرامج، ما أصاب بعض القنوات بخسارةٍ، تمّ تقديرها بحوالى 7 ملايين دينار تونسيّ لغاية الآن. وأشارت بعض المصادر إلى أنّ بعض القنوات الخاصّة ستُفلس بسبب إلغاء عقود الإعلانات نتيجة الأوضاع في البلاد.
هجوم على الرباعي
من جهة أخرى، أثار حضور الفنّان صابر الرباعيّ لمناصرة ما يُطلق عليه "هنا اعتصام الرحيل" المنادي بإسقاط الحكومة وحلّ المجلس التأسيسيّ موجة من ردود الفعل الحادّة على صفحات التواصل الاجتماعيّ، حيث كالت له تلك التعليقات من التهم أقذعها، ومن الشتائم أشدّها، إلى أن وصل الأمر إلى حدّ السبّ والشتم والتعرّض لحياته الشخصيّة بشكل جارحٍ ومؤذٍ.