بعد أن وصل عدد ضحاياه إلى 6 فتيات، أعلنت مديرية أمن السويس في مصر، أنها ستكثف جهودها إلى الحد الأقصى، في سبيل القبض على الشخص «المجهول»، الذي قام بطعن عدد من الفتيات في المحافظة، والذي لقبه العديد من رواد التواصل الاجتماعي بـ«سفاح السويس»، الذي لم يكتفِ بطعن تلك الفتيات فقط، بل أيضاً حاول تشويههن عبر إلقاء حمض النتريك، أو ما يعرف بـ«ماء النار» على وجوههن وأجسادهن.
وبحسب ما نشره موقع «عربي بوست»، أن سلسلة جرائم «سفاح السويس»، كانت قد بدأت منذ عدة أيام، عندما ظهر شخص يركب دراجة بخارية في عدد من شوارع محافظة السويس في مصر، وبشكل خاص أمام الجامعة، وقام بالاعتداء بواسطة آلةٍ حادة على الفتيات من الخلف أثناء سيرهن، حيث أكدت وسائل الإعلام المصرية، بأنه يستهدف السيدات والفتيات فقط، إلى الدرجة التي نشر فيها الذعر والخوف بين النساء في المحافظة.
وأولى ضحايا «سفاح السويس» المجهول، كانت طالبة بالثانوية العامة قام بجرحها في منطقة الفخذ عقب خروجها من المنزل، ما استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقى العلاج، حيث استلزم 11 غرزة لتقطيبه، أما الواقعة التالية فكانت قيامه بالتعدي على فتاة أخرى قرب كلية التجارة بضاحية «24 أكتوبر»، وواقعة أخرى كانت ضحيتها فتاة بجوار جامعة السويس، وضحية جديدة بجوار مساكن الهيئة بالأربعين، وكان قد قام بطعن فتاة بمدينة السلام، وأخرى في حي فيصل، وبعد 24 ساعة من هذه الحادثة، تعرضت سيدة منقبة للطعن بمنطقة العوايد بحي فيصل أيضاً، وتوالت بعد ذلك الحوادث، وكان آخرها طعن المتهم لطالبة بالقرب من مبنى محافظة السويس ومديرية الأمن بشارع الشهداء.
وعلى الرغم من أن الجروح التي أصيبت بها الفتيات كانت «سطحية» بحسب التقارير الطبية، إلا أن أُسر الفتيات المعتدى عليهن، كانوا قد أكدوا أن الجروح رغم كونها كذلك، إلا أنها كانت تحتاج إلى تدخل طبي، وإلى عمليات تقطيب لجروح تراوحت بين 7 إلى 18 غرزة، حيث كان الجرح الأكبر من نصيب سيدة تعدى عليها عقب خروجها من منزلها بمساكن الهيئة يوم الجمعة الماضية.
معظم الفتيات لم يحررن محاضر رسمية..
وكانت مصادر مطلعة على القضية، قد قالت لموقع «عربي بوست»، أن عدد الفتيات اللاتي تم الاعتداء عليهن بنفس الطريقة، وصل إلى 7 حالات، لكن فتاتين اثنتين منهن فقط قامتا بتحرير محاضر رسمية، بينما لم تقم الأخريات بذلك، وأكدت هذه المصادر بأن الوقائع واحدة من نفس المجرم.
فتيات السويس يستنجدن بـ«آيتن عامر»
حالة الرعب التي تعيشها الفتيات في محافظة السويس، دفعت ببعضهن لإرسال استغاثة إلى الفنانة المصرية آيتن عامر، وكان ذلك عبر حسابها على موقع إنستغرام، ومن جهتها، عبرت الفنانة عن مدى صدمتها الشديدة من هذه الرسالة. وتخوفها مما قد يحدث بعد ذلك، حيث كانت قد نشرت صورة لرسالة الاستغاثة التي بعثت بها الفتيات، والتي جاء في نصِّها: «أنت الوحيدة اللي ممكن تساعد البنات، أنا من السويس وفي سفاح ماشي يؤدب البنات من ظهورهن وبياخدوا أكثر من 15 غرزة وعاملين محاضر كثيرة، البنات هنا خايفين ينزلوا من بيوتهن لو سمحتي ساعدينا».
فيديو لاعتداء «سفاح السويس» على إحدى الفتيات:
شجاعة إحدى الضحايا تفضح الأمر للإعلام
وفي الوقت الذي فضّلت العديد من الفتيات المعتدى عليهن من «سفاح السويس»، عدم التحدث فيما حصل لهن، وعدم تحرير محاضر رسمية، كانت إحدى ضحايا السفاح المجهول وهي الطالبة في المرحلة الثانوية تدعى «مروة عصام» قد تحلت بالشجاعة للحديث لوسائل الإعلام حول تفاصيل ما حدث معها.
مروة عصام تحكي ما حدث معها:
وقالت «مروة»، أنها عندما كانت تسير بـ«شارع الجلاء» مرّ بجانبها السفاح، وكان يقود دراجة نارية، فحاول إصابتها بسلاح أبيض، لكنه كان قد فشل في محاولته الأولى، وقام بعدها بالالتفاف والرجوع لمهاجمتها مرة أخرى، عبر عدة طعنات في كتفها، وأضافت «مروة» أنها لم تتمكن من رؤية وجهه عندما هاجمها، لكنها لاحظت ملابسه، حيث كان يرتدي جاكيت أسود، ويغطي رأسه بقبعة، وأن تفريغ كاميرات المراقبة في المحال التجارية التي دخلتها مع رجال الشرطة، لم يسفر عن أي شيء يثبت هويته، سوى هيئته العامة ولون دراجته.