دراسة جديدة اعتبرها الكثيرون بأنها «صادمة»، كشفت عنها المفوضية الأوروبية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يوم الخميس الماضي 22 تشرين الثاني / نوفمبر 2018، ذكرت بأن الألمانيين، هم أكثر شعب مصاب بالأمراض النفسية من بين شعوب القارة الأوروبية، حيث وصلت نسبة إصابتهم بهذه الأمراض، قرابة الـ 18% خلال العام 2016، وهي تعتبر نسبة أعلى من متوسط الإصابة بهذه الأمراض على المستوى الأوروبي بأكمله، والتي تبلغ 17.3%.
وبحسب ما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد أشارت هذه الدراسة الجديدة، إلى أن السبب وراء الإصابة بالأمراض النفسية في قسمها الأعظم يعود إلى اضطرابات القلق، ويأتي بعدها مباشرة حالات الإحباط. ويبلغ مجموع من يعانون من الأمراض النفسية في أوروبا ما يقارب الـ 84 مليون شخص، وتعيش أعلى نسبة منهم – بعد الألمان - في كل من فنلندا وهولندا. أما أقل نسبة من هؤلاء المرضى فهي في كل من رومانيا، وبلغاريا، وبولندا.
وتابعت الدراسة، بأن الأمراض النفسية تؤثر بصورة كبيرة على حياة الإنسان، فبالإضافة إلى أنها تؤثر بشكل سلبي على حياته الشخصية، فإنها تشكل عبئاً مادياً كبيراً، بسبب تكلفة العلاج والأدوية العالية لها، كما أنها تُسبب تراجع فرص العمل لدى المصابين بها. حيث أوضحت الدراسة بأن تكاليف هذه الأمراض في ألمانيا خلال العام 2015، وصلت إلى نحو 4.8% من إجمالي الناتج المحلي، وهو ما يعادل 146 مليار يورو، بينما يبلغ متوسط هذه التكاليف في الاتحاد الأوروبي نسبة قدرها 4.1%، أي ما يعادل 600 مليار يورو.
وبحسب ما قاله «فيتينيس أندريوكاتيتيس»، وهو أحد المسؤولين في الشؤون الصحية بالمفوضية الأوروبية: «غالباً ما ترتبط الحالة النفسية، والصحية بالحالة الاجتماعية، والاقتصادية للإنسان». إذ تفيد الدراسة بأن أصحاب الثقافة المتدنية، والدخل الضعيف هم المصابون بإحباط مزمن، ولديهم إجمالاً توقعات بمتوسط عمر أقل. كما دعا «أندريوكاتيتيس» إلى العمل بصورة أفضل على إجراءات الرعاية الصحية، والحماية الأفضل من هذه الأمراض.