يرى العديد من الفنانين حول العالم، وبمختلف مجالات عملهم الإبداعي، أن الفنّ هو أن يقول الفنان ما لا يستطيع البقية قوله، وقد يكون هذا صحيحًا إلى حدٍّ كبير، وربما من هنا انطلق المصور والفنان البريطاني «نيكي فيسي»، بمشروعه الذي أثار انتباه ودهشة الكثيرين في معرضه الجديد في بريطانيا، حيث إنه قام بعرض صور بـ«الأشعة السينية» لأشخاص وأغراض تستخدم في الحياة اليومية، حيث يمكن للزوار أن يشاهدوه وهو يعمل على أعماله المذهلة.
وكان معرض «بروسيس» في مدينة «كنت»، الواقعة جنوب إنجلترا، قد تم افتتاحه خلال هذا الشهر تشرين الثاني / نوفمبر الحالي، ويعرض مجموعة من صور «نيكي فيسي» التي أخذها عبر الأشعة السينية، والتي تُبرز البشر والسيارات وحقائب اليد والكاميرات والملابس، ولكن بصورة مغايرة تمامًا عمّا نعرفها في العادة، وكأن الفنان البريطاني يعرض للجمهور «جوهر الإنسان» و«روح كل هذه الأشياء الحقيقية».
ويضم المعرض غرفة مخصصة للأشعة السينية، حيث يعمل «فيسي»، الفنان البالغ من العمر 56 عامًا، على أعماله الفنية بداخلها، وهو الأمر الذي يسمح للزوار بالانغماس في العملية الإبداعية التي يقدمها «فيسي»، الذي قال لوسائل الإعلام في البلاد حول معرضه الجديد: «عملي رسالة ضد السطحية، فهو يُظهر كيف تُصنع الأشياء ومما تصنع فعلاً»، وأضاف الفنان والمصور البريطاني أنه لا يقوم بإجراء أي تعديلات على صوره من خلال البرامج الإلكترونية مثل «فوتوشوب» وغيره.
ومن الجدير بالذكر أن «نيكي فيسي» يستخدم في أعمال معرضه الجديد «بروسيس» كاميرات تصوير متطورة جدًا بالأشعة السينية، تعمل على إنتاج صور تجبر المشاهدين على إعادة تقييم تصوراتهم للأجسام والأشياء من حولهم. كما أن المعرض مخصص في الوقت الحالي لأعمال «فيسي»، لكنه يخطط لعرض أعمال لفنانين آخرين، خاصة أولئك الذين يتبنون نهجًا بديلاً لكيفية إبداع الأعمال الفنية، ولتصوراتهم الخاصة للأشياء من حولهم.