التقت الملكة رانيا العبدالله يوم أمس الأحد في مقر أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في الجامعة الأردنية، بخريجي الدفعة الثانية من المعلمين الطلبة في الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة ومديري المدارس في الدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة.
وأنهى 477 طالباً وطالبة متطلّبات الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلّمين قبل الخدمة بعدد 24 ساعة معتمدة على مدى 9 أشهر، كما أنهى 69 من مديري المدارس متطلّبات الدبلوم المهني في القيادة التعليميّة المتقدّمة بعدد 24 ساعة معتمدة خلال العام الدراسي 2017/ 2018م من جميع محافظات المملكة.
وبحضور وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي بالوكالة، وزير العدل بسام التلهوني ورئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة، قالت الملكة رانيا: «أنا سعيدة جداً بوجودي معكم، ودائماً أكون سعيدةً عندما أكون مع المعلمين، ولا يمكنني أن أصف لكم فرحتي وفخري بكل معلم ومعلمة ومدير ومديرة تخرجوا اليوم في هذا الصرح».
وقالت: «أنتم الفوج الثاني من خريجي الأكاديمية، ومن رواد هذا الدبلوم، وللريادة دائماً تحديات. ووجودكم اليوم دليل على أنكم لم تختاروا الطريق الأسرع أو الأسهل للوصول لمقدمة الصف؛ لأنكم مدركون أن الطريق الأقصر لا يوصل لبعيد. وهذه الحقيقة متأكدة منها لأنني مثلكم! كان ممكناً أن أختار الطريق السهل والتقليدي، وأكتفي بافتتاح المعارض والبرامج الرسمية، لكن أنا لم أكن في يوم من الأشخاص الذين يفضلون الطريق الأسهل؛ لأنه ليس بالضرورة أن يكون الأصح».
وأضافت: «أنا أؤمن بأن كل واحد فينا، مهما كان موقعه في الحياة يجب أن يسخر كل إمكانياته حتى يحسن من محيطه، وهذا الذي جعلني أهتم بالتعليم في الأردن نتج من إيمان راسخ عندي أن العامل المشترك في إنسانيتنا أننا جميعاً نحب أولادنا بالطريقة نفسها، وكل واحد فينا يريد أن يوفر الفرص لأولاده. ومسؤوليتنا أن نوفر هذه الفرص لجميع الأطفال، وهذه أمانة ويجب أن نأخذها بجدية وأنا على ثقة أن كل واحد فيكم هو إضافة كبيرة للمنظومة التعليمية في الأردن. وما تعلمتموه وتدربتم عليه سيمكنكم من إدارة صفوفكم بإيجابية وفعالية ومهنية أكبر. وفي النهاية المستفيد الأكبر هو الطالب».
وأضافت: «أسمع من كثير من المعلمين الذين ألتقيهم كيف أصبحوا من خلال تدريبهم يستخدمون طرقاً خلاقة لشرح المفاهيم، وإيصالها للطالب. وهذا شيء أفتخر به فالأدوات الملموسة لا تكون دائماً موجودة، لكن استراتيجيات وأساليب التَعلم دائماً تبقى معكم».
وأضافت: «أتمنى أن نصل بالأردن لمرحلة يكون فيها المعلم والمدير مُمَكَّنيْنِ ومدربيْنِ ومدعوميْنِ بأساليب وأدوات التعلم الكافية لرفع الحمل الثقيل الذي على أكتافهم. وقالت أشكركم على طموحكم وحسِّكم بالمسؤولية، وبإذن الله سيستمر خريجو هذه الأكاديمية بشق الطريق –مهما كان طويلاً أو صعباً- لنصل بالتعليم للمستوى الذي يستحقه طلابنا وأولادنا في الأردن».
وتجولت الملكة رانيا العبدالله في قاعات الطلبة المعلمين المستجدين الملتحقين بالدفعة الثالثة في الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة وعددهم 786، وكذلك الدفعة الثالثة من برنامج الدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة وعددهم 141 مديراً ومديرة وحضرت جانباً من الحصص الصفية أثناء تدريبهم، واستمعت إلى تطلعاتهم المستقبلية.
وعلى ضوء ما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، تخطط أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لتخريج 3000 معلم طالب بحلول عام 2021م بحيث يصبح تأهيل المعلمين قبل الخدمة متطلباً للدخول في مهنة التعليم كخطة مستقبلية قريبة المدى.
ويعد الدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة، والتي أطلقتها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين عام 2016 بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع الجامعة الأردنية كأول دبلوم مهني في هذا التخصص على المستويين المحلي والإقليمي لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين لمعلّمي المستقبل للصّفوف من الرّابع فما فوق، والصفوف الأولى (من الصفّ الأول إلى الصفّ الثالث). ويعتبر هذا الدبلوم نقطة تحول تاريخية للمعلمين وكذلك للسياسات التعليمية في الأردن.
وتم تطوير برنامج الدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة وتنفيذه بالتشارك مع جامعة كونيتيكت في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتنسيق المباشر مع وزارة التربية والتعليم الأردنية، وباعتماد من الجامعة الأردنية وبدعم من الحكومة الكندية؛ لتعزيز برامج التنمية المهنية للمعلمين.
وتعد أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلّمين مؤسسةً مستقلةً غير ربحيّة تسعى للارتقاء بنوعية التّعليم في الأردن والمنطقة العربية، من خلال تمكين المعلّمين بالمهارات اللازمة، وتقدير دورهم وتقديم الدّعم اللازم لهم للتميّز في الغرفة الصفية. وانطلقت رسمياً في حزيران 2009، وتعمل بالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم الأردنية على تطوير برامج التنمية المهنية للمعلّمين والقيادات المدرسيّة استجابة للاحتياجات التّعليمية، ودربت ما يقارب من 70,000 معلم في جميع أنحاء المملكة.