شهدت جدة التاريخية جهودا متواصلة للحماية والحفاظ على هويتها التاريخية وبيوتها التراثية، وقد بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني هذه الجهود من خلال مشروع للترميم والحماية وتأهيل عدد من المنازل والمتاحف بالتعاون مع أمانة جدة، مما أسهم في عودة الحياة لجدة التاريخية، ومنع هدم المباني وترميم الكثير منها بمبادة من الأهالي، إضافة إلى تسجيل الموقع في قائمة التراث العالمي، وتهيئة المكان لفعاليات تراثية مميزة يشارك فيها الأهالي.
ومؤخرا أعلنت وزارة الثقافة التي أسند لها الإشراف على جدة التاريخية عن تحويل الموقع إلى "متحف مفتوح"، من خلال عدد من المشاريع التطويرية.
وبذلت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني جهوداً كبيرة على مدى العقدين الماضيين، بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة، ومحافظة وأمانة جدة، ومحبي جدة التاريخية والملاك، لوضع جدة التاريخية في مكانها الصحيح، والعناية بهذا الموقع المهم، وتنفيذ عدد من المشاريع في البنية التحتية وتسهيل الوصول إلى هذا الموقع السياحي العالمي الفريد.
وتوجت جهود الهيئة وشركائها من مؤسسات الدولة ومؤسسة التراث الخيرية، بتسجيل جدة على قائمة مواقع التراث العالمي اليونسكو، حيث عملت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عملت بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة وأمانة محافظة جدة على تصنيف المباني التاريخية فيها، ورصف شوارعها، وإنارتها، وتأسيس إدارة لحمايتها وصيانة المباني التراثية فيها، وتحديث نظام البناء بما يكفل المحافظة على نسيجها العمراني التاريخي.
كما وضعت الهيئة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مشروع تطوير جدة التاريخية على رأس قائمة مشاريعها في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الذي تنفذه الهيئة، كما قامت بعقد عدة اجتماعات مع ملاك جدة التاريخية وتهيئتهم للقيام بأعمال الترميم إلى جانب مساعدتهم في تخطي المعوقات التي قد تواجه ورثة ملاك هذه المباني.
كما أنشأت الهيئة مركز التدريب والإنتاج الحرفي بجدة التابع للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية "بارع" والمقام حالياً في "بيت باناجة" بجدة التاريخية، إضافة إلى عملها على مشروع ترميم وتأهيل مسجد المعمار في قلب جدة التاريخية ضمن "برنامج العناية بالمساجد التاريخية" الذي تتعاون فيه الهيئة مع وزارة الشؤون الإسلامية، ومؤسسة التراث الخيرية.