حقق الفيلم السينمائي الإنساني الجاد المصري: "يوم الدين" ،وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لكاتبه ومؤلفه :أبو بكر شوقي،وبطله راضي جمال،نجاحاً نقدياً وفنياً مذهلاً عند عرضه في مهرجان الجونة السينمائي بدورته الثانية،ولاقى رغم قصته ومعالجته المختلفة عن أفلام نجوم الصف الأول، نجاحاً عالمياً عند عرضه في بداية العام 2018 الحالي في مهرجان كان السينمائي،وحاز تقدير النقاد العرب والأجانب،كما جذب الجمهور المصري في دور السينما المصرية لدى عرضه،وربما كان السبب ملل رواد السينما من الأفلام التجارية والأكشن،ورغبته بمشاهدة أفلام مقتبسة بعمق عن واقع معاش وحقيقي،يعبر عن الحياة الحقيقية للبشر في مصر وباقي دول العالم.كما رشح لتمثيل مصر في تصفيات الأوسكار.
تدور أحداث فيلم "يوم الدين" عن بشاي، "40 عاماً" وهو رجل مُتعافى من مرض الجذام، ورغم ذلك فقد ترك المرض على وجهه وأطرافه آثاراً وندوباً لا شفاء منها.
يعيش بشاي كغيره من المتعافين بالجذام في مكان يسمى «مستعمرة الجذام»، وهو مكان حقيقي متواجد في أحد ضواحي القاهرة يتم علاج المصابين بالجذام فيه منذ سنين طويلة، ويعيش فيه المتعافون وأسرهم ويعملون في حرف مختلفة داخل حدود المستعمرة.يقرر بشاي أن يغير حياته،فيغادر مستعمرة الجذام مع صديقه الصغير "أوباما"،وحماره "حربي" على عربة متوجهاً للصعيد بحثاً عن عائلته،ويواجه الكثير من المواقف الإنسانية المؤثرة الواقعية.
والجميل في الفيلم هو أن أبطال الفيلم ليسوا ممثلين بل هم يجسدون واقعهم،وهم مرضى بالجذام بالفعل،خاصةً بطله راضي جمال،الذي أدى ببراعة وإتقان وواقعية شخصيته الحقيقية ،فهو أحد سكان مستعمرة "الجذام" في القاهرة، منذ كان طفلاً،ولا يجيد القراءة أو الكتابة،وخضع لتدريب مكثف في تقنيات التمثيل تحت إشراف المخرج مباشرةً.
وسر حماس النقاد الأجانب والعرب لفيلم "يوم الدين"،هو محاربته للتمييز بين البشر على أساس شكلهم أو مرضهم،وتم ذلك عبر البطل المصاب والمتعافي حقيقةً من الجذام .
لهذا اكتسح بصورة لافتة لدى النقاد والقراء،فاختاروه بالإجماع: أفضل فيلم سينمائي عربي في أوسكار سيدتي للعام 2018.
"سيدتي" في أوسع استطلاع فني جمع الجمهور والنقاد: هؤلاء هم نجوم أوسكار سيدتي 2018